تعتزم وزارة التربية الوطنية اعتماد حلول تستجيب لمطالب نقابات القطاع التي شرعت في إضراب مفتوح منذ أسابيع، وذلك ابتداء من شهر مارس الداخل وأعلنت من جهة أخرى عن تقديم تاريخ إجراء امتحانات شهادة البكالوريا إلى السادس أو السابع جوان القادم وذلك تحسبا لمشاركة المنتخب الوطني لكرة القدم في نهائيات كأس العالم المقررة في جنوب إفريقيا يوم 11 من نفس الشهر. وقال السيد لحسن لبصير مستشار وزير التربية أول أمس إن هناك إجراءات جديدة ستتخذها الوزارة ابتداء من الشهر الداخل تهدف إلى الاستجابة لمطالب نقابات القطاع، وعليه تقرر تأجيل دفع رواتب المدرسين "بصفة مؤقتة وذلك تطبيقا لمنشور وزاري أرسل مؤخرا إلى كل مديريات التربية". وإن لم يكشف عن خلفية هذا الإجراء غير أنه أشار إلى أنه مرتبط مباشرة بمعالجة الإضرابات التي يعرفها القطاع وقال حسب تصريحات أوردتها وكالة الأنباء الجزائرية "سيتم في غضون مارس المقبل التوصل إلى حل سعيد لمشكل الإضرابات الدورية التي يقوم بها مدرسو قطاع التربية الوطنية وفقا لالتزامات وزارة التربية الوطنية"، وأوضح أن الأمر "لا يتعلق بتاتا بالقيام باقتطاعات من أجور المضربين...وأن ملف النظام التعويضي الذي عولج في ظرف قياسي ستتجسد بشأنه إجراءات بداية من مارس المقبل". وأكد السيد لبصير أن كل مطالب أسرة القطاع تم التباحث بشأنها على مستوى الحكومة وأن ملف الخدمات الاجتماعية بلغ مرحلته الأخيرة. وفي نفس الموضوع وفي ندوة جهوية أخرى احتضنتها أول أمس الخميس ولاية البليدة اعتبر السيد أبو بكر خالدي الأمين العام للوزارة أن الإضرابات التي تشنها مختلف النقابات ليس لها أي مبرر باعتبار أن المطالب الثلاثة التي ترفعها وهي نظام المنح والتعويض ونظام العلاوات لطب العمل والخدمات قد شرعت الوزارة بالتنسيق مع الوظيف العمومي بدراستها والتكفل بها وستظهر النتائج بعد أيام قليلة. ودعا الأمين العام لوزارة التربية مديري الثانويات "لطمأنة الأساتذة حول تلك المطالب... وحثهم على بذل الجهد لخلق جو من الهدوء والاستقرار وعدم تضييع مزيدا من الوقت". كما شدد مستشار وزير التربية السيد لحسن لبصير لدى ترؤسه بقسنطينة للندوة الجهوية لتقييم ومتابعة تطبيق النظام البيداغوجي على ضرورة الحوار في معالجة جميع القضايا المطروحة مؤكدا أن أبواب وزارة التربية تبقى مفتوحة. وعن مخلفات إضراب نقابات القطاع قال إنه نجم عنه "تأخر بخمسة أسابيع على مستوى بعض الولايات وذلك منذ مطلع السنة الجارية"، واعتبر السيد لحسن لبصير أن هذا التأخر "قد يصعب تداركه" في حالة "عدم تجاوب التلاميذ" وقبولهم استدراك الدروس خلال أيام الراحة. وفي نفس السياق حذر من أن مواصلة الإضراب "بالرغم من كل التطمينات المقدمة" من شأنه أن "يفرغ" الحركة معناها. وفي الندوة الجهوية التي احتضنتها ولاية البليدة أكد الأمين العام لوزارة التربية الوطنية السيد أبو بكر خالدي أن مشروع نظام التنسيق البيداغوجي يهدف إلى تفعيل العمل على مستوى الثانويات وتسهيل الاتصال وتبادل المعلومات بين مسؤولي القطاع. وقال إن الغرض من هذه اللقاءات الجهوية "استشارة مديري الثانويات دوريا للوقوف على المشاكل واستخلاص دراسة موضوعية مبنية على معطيات صحيحة ترفع إلى الوزارة لاتخاذ إجراءات وقرارات بشأنها". وذكر الأمين العام لوزارة التربية "مشكل التغيب" الذي "تعاني منه المنظومة التربوية" معتبرا أنه "يمكن للوزارة بفضل المعلومات الأولية الواردة من مديري الثانويات وضع "مؤشر علمي للتغيب" سواء في أوساط التلاميذ أو الأساتذة ومن "ثمة معالجته بالكيفية التي تضمن دفع عجلة الإصلاحات نحو تحسين المردودية داخل القطاع". وأوضح أن نظام التنسيق البيداغوجي "يأتي ليدعم مكتسبات الإصلاحات التي عرفها قطاع التربية" سواء من خلال محتوى برامج التدريس التي "أصبحت تواكب التطورات التي يعرفها العالم بعدما عرفت جمودا لفترة تزيد عن 20 سنة" أو من خلال "توفير الكتب المدرسية كما ونوعا" بالإضافة إلى "التكوين المستمر للأساتذة وتوظيف الأساتذة الجدد". وبخصوص كيفية تعامل وزارة التربية الوطنية لتجنب حرمان المترشحين لشاهدة البكالوريا من متابعة مقابلات المنتخب الوطني لكرة القدم في مونديال جنوب إفريقيا أعلن الأمين العام لوزارة التربية الوطنية السيد أبوبكر خالدي عن إمكانية تقديم تاريخ تنظيمها إلى السادس أو السابع جوان القادم. وأوضح أن مشاورات تجرى اليوم مع الشركاء قصد الاتفاق حول تاريخ محدد لإجراء تلك الامتحانات حتى يتم تجنيب الممتحنين أي ضغوط من شأنها أن تؤثر على كيفية تعاملهم مع أسئلة الامتحان. ورغم صعوبة الأخذ بعين الاعتبار تاريخ المونديال لإجراء امتحانات شهادة البكالوريا بالنظر إلى التأخر المسجل في التدريس بسبب الإضرابات في القطاع إلا أن الوزارة مصممة على اتخاذ خطوة حتى لا ترهن مستقبل الممتحنين الذين تكون أذهانهم مشدودة نحو الفريق الوطني.