أفاد المدير العام للأمن الوطني السيد علي تونسي أمس أن الشرطة الجزائرية بلغت درجة عالية من الاحترافية والفعالية وأصبحت من بين أحسن أجهزة الشرطة في العالم خاصة في مجال مكافحة الإرهاب، وأرجع هذه النتائج إلى "الاستثمار" في التكوين والاهتمام المتواصل باقتناء وتوظيف آخر تقنيات العمل بالنسبة للشرطة الجزائرية· وقال المدير العام للأمن الوطني لدى إشرافه أمس على تخرج دفعة من المحققين الرئيسيين بمركز التكوين التقني المتواصل بحي حيدرة بالعاصمة أن جهاز الشرطة أصبح في مستوى أجهزة الشرطة في الدول الكبرى في العالم والدليل على ذلك النتائج المحققة في الميدان سواء في مكافحة الإرهاب او الجريمة المنظمة· وبالنسبة للسيد تونسي فان المديرية العامة للأمن شرعت منذ أكثر من عشر سنوات في الاستثمار في التكوين "الذي يعد مكلفا وفعالا في آن واحد" وأضاف ان ثمار هذه السياسة بدأت تظهر اليوم في الميدان سواء في "مجال مكافحة الإرهاب أو الجريمة المنظمة"، معبرا في السياق عن ارتياحه لتلك النتائج· وحول سؤال يتعلق بتحسن الوضع الأمني في البلاد، قال "انتم تلاحظون النتائج في الميدان" في إشارة الى تفكيك الخلية الإرهابية التي كانت وراء تنفيذ الاعتداءين الإرهابيين على مقري المجلس الدستوري وبعثة الأممالمتحدة في 11 ديسمبر الأخير والاعتداء على حافلة نقل عمال شركة براون روث أند كوندور في 10 ديسمبر 2006· وإذا كانت عملية تحديث جهاز الأمن تمت في ظرف قياسي وتحت ضغط تسارع الأحداث في السنوات الأخيرة إلا أن مستوى أداء جهاز الأمن عرف تطورا كبيرا وحقق نتائج ايجابية جدا - يضيف السيد تونسي - الذي وعد في هذا الاطار بمواصلة نفس الوتيرة ومسايرة التطور التقني الذي تعرفه مختلف أجهزة الشرطة في العالم وقال "ان مديرية الامن ستقوم بتزويد أعوان الشرطة بكل التقنيات وستقتني مختلف الأجهزة المتطورة" التي يتم استحداثها· ومن جهة أخرى، لم يشأ المدير العام للأمن الوطني الخوض في المواضيع المتصلة بتعزيز الاحتياطات الأمنية حول البنايات الرسمية والممثليات الدبلوماسية، واكتفى بالقول في رده على سؤال يتعلق بحماية هذه المنشآت من الاعتداءات الإرهابية "نحن نعمل على تعزيز إمكانياتنا لمحاربة كل أشكال الجريمة وكذا الإرهاب وسنقوم بتدعيم صفوفنا بأعوان الشرطة ليصل عددهم بحلول 2010( 200 ألف) عون وسيسمح ذلك بضمان تغطية أمنية لكل مناطق البلاد" وأضاف انه سيتم سنويا توظيف 15 ألف شرطي جديد· وكان السيد تونسي صرح الخميس الماضي بمدرسة التكوين الشرطة بشاطوناف بالابيار أن 140 ألف شرطي منتشرون حاليا عبر كل ولايات الوطن في إطار برنامج تأمين التراب الوطني من كافة أشكال الجريمة· وبالموازاة مع ذلك اشرف المدير العام للأمن الوطني على حفل تخرج 283 دفعة من المحققين الرئيسيين تلقوا تكوينا شمل معارف مهنية وقانونية وتقنية ورياضية خلال مسار تدريبي نظري وميداني دام ستة أشهر · وشهد حفل التخرج تنظيم عدة مراسيم حيث قام السيد تونسي بتفتيش الدفعة المتخرجة ووضع اكليل من الزهور على النصب التذكاري بالمدرسة·وفي كلمة خلال الحفل دعا مدير مركز التكوين الوطني المتواصل العميد الأول ديب عبد الحكيم المتخرجين الجدد الى "تحمل مسؤولياتهم في حماية المواطنين وممتلكاتهم باحترام القانون والتنفيذ الصارم للتعليمات التي تلقوها وتطبيق ما تعلموه خلال فترتهم التكوينية" · وأوصى المدير المتخرجين الجدد بأن " يكسبوا بحسن تصرفهم ثقة المواطنين وتعاونهم وأن يواصلوا في تمثيل دولة القانون بانضباطهم وحسن سلوكهم تجسيدا لشعار "دولة القانون تبدأ في صفوف الشرطة" · وأشاد مسؤول المدرسة من جهة اخرى ب "التعاون القائم مع قطاعات مختلفة لترقية التكوين" وذكر مؤسسات الجيش الوطني الشعبي والدرك الوطني والحماية المدنية ووزارتي التعليم العالي والعدل حيث لم يدخروا كما قال في "تغذية طموحات الدفعات المتخرجة بالمعارف العلمية بالمهارات الميدانية " · وعرف حفل التخرج تقليد الرتب وتوزيع الجوائز على الطلبة المتفوقين وعدد من المؤطرين· وأدت الدفعة المتخرجة يمين الإخلاص وتسليم واستلام العلم كما تمليه مراسيم التخرج واقسم المتخرجون بأن يؤدوا واجبهم بإخلاص وأن يدافعوا عن الوطن· وقدمت بالمناسبة استعراضات في الرياضات القتالية تمثلت في تقنيات الهجوم والتصدي والدفاع الذاتي إضافة إلى فك و تركيب الأسلحة· وقد سميت هذه الدفعة المتخرجة باسم الشهيد اكتوف عبد المومن الذي سقط في ميدان الشرف بتاريخ 10 جويلية 2002 اثر تعرضه وثلاث زملاء له لكمين نصبته جماعة ارهابية في وسط مدينة غوراية بولاية تيبازة· ولم يقتصر الحفل على مراسيم التخرج حيث قام السيد تونسي بتدشين ملعب المدرسة الذي تمت تهيئته من طرف مكتب دراسات مشترك جزائري بريطاني، ويعد هذا الملعب الوحيد على المستوى الوطني بالنظر الى نوعية العشب الطبيعي المستعمل حيث يتماشى مع المعايير المعتمدة من طرف الفيدرالية الدولية لكرة القدم·