شرع رئيس القائمة ''العراقية'' والوزير الأول الأسبق إياد علاوي في مشاورات مكثفة لتشكيل حكومة جديدة بعد أن ضمن الفوز بالانتخابات العامة أمام منافسه رئيس قائمة ''دولة القانون'' الوزير الأول المنتهية عهدته نوري المالكي. وبعد صراع انتخابي حاد بين القائمتين على خلفية عمليات الفرز التي شرع فيها منذ السابع مارس الجاري تمكن علاوي من حسم الصراع لصالحه في نهاية المطاف بفارق مقعدين نيابيين أهله لأن يقود المشاورات لتشكيل الحكومة القادمة. (الوكالات) وتمكنت القائمة التي قادها إياد علاوي من الفوز ب91 مقعدا نيابيا بفارق مقعدين فقط عن منافسه نوري المالكي بينما حصلت كتلة التحالف الوطني العراقي التي ضمت أكبر الأحزاب الشيعية على 70 مقعدا نيابيا في حين تمكن تحالف الأحزاب الكردية من الحصول على 43 مقعدا نيابيا. ولم ينتظر إياد علاوي طويلا للشروع في اتصالات مكثفة من أجل تشكيل ائتلاف حكومي موسع يضم مختلف التشكيلات بقناعة أنه متفتح على كل التشكيلات الأخرى ودون استثناء من أجل تمثيل موسع لكل الأحزاب الداخلة في هذه الانتخابات بما فيها قائمة دولة القانون. وفي إجراء عملي فقد عين علاوي نائب الوزير الأول المنتهية عهدته رافع العيساوي للاضطلاع بمهمة القيام بمشاورات مع قيادة الأحزاب الأخرى حول فكرة إشراكهم في الهيئة التنفيذية القادمة. وقال علاوي مطمئنا كل العراقيين أنه سيعمل من أجل تشكيل حكومة قوية وقادرة على اتخاذ قرارات تخدم مصلحة كل الشعب العراقي وتمكن العراق من بلوغ السلم والاستقرار واستعادة مكانته على الساحة العربية والإسلامية وداخل المجموعة الدولية. كما حرص على التأكيد بأنه سيعمل من أجل فتح صفحة جديدة مع دول الجوار، سوريا وإيران والعربية السعودية والكويت. وشرع علاوي في مساعيه رغم أن المحكمة العليا لم تحسم بعد في النتائج النهائية التي طعن فيها الوزير الأول العراقي المنتهية عهدته نوري المالكي الذي شكك في عمليات الفرز واتهم اللجنة الانتخابية العليا بعدم القيام بمهمتها على أحسن وجه مشددا التأكيد على أن ''النتائج ليست نهائية''وأيضا بعد أن أكدت المحكمة العليا أن مهمة تشكيل الحكومة المقبلة يمكن أن تؤول إلى تحالف عدة قوائم انتخابية ممن ترشحت بشكل مستقل والتي حصلت على أكبر عدد من المقاعد. ولم تستبعد مصادر أخرى أن يكون بإمكان الوزير الأول نوري المالكي تشكيل ائتلاف مع التحالف الوطني العراقي والأحزاب الكردية من اجل تشكيل حكومة جديدة والبقاء بالتالي على رأس الهيئة التنفيذية. ورغم كل الاحتمالات المطروحة فإن كل شيء يبقى معلقا على قرار المحكمة العليا الذي يمكن أن يؤدي إلى أزمة سياسية حادة مما سيؤدي إلى تأخير تشكيلها. ولكن إياد علاوي شدد على التأكيد أن نص الدستور العراقي الحالي واضح بخصوص هذه المسألة ولا يمكن القفز عليها وقال إن القائمة التي حازت على أكبر عدد من المقاعد هي التي ستوكل لها مهمة تشكيل الحكومة حتى وإن حققت الفوز بنصف شخص واحد فقط وأضاف أن الشعب العراقي اختار القائمة العراقية لتكون قاعدة الحوار مع الأحزاب الأخرى''. لكنه أكد بالمقابل أنه متفتح على كل القوى ابتداء من ائتلاف دولة القانون والائتلاف الوطني العراقي والتحالف الكردستاني والكتل الأخرى وحتى تلك التي لم يكتب لهم الفوز في الانتخابات''. وأضاف أن ''العراق ليس ملكا لأحد وليس لجهة أو طائفة ولكنه ملك لكل شعب العراق''. وتنفست الإدارة الأمريكية الصعداء بعد الإعلان عن نتائج الانتخابات العراقية وهي التي كانت تخشى أن تؤدي مجرياتها إلى أزمة أمنية جديدة على خلفية الاتهامات الحادة بين علاوي والمالكي الذي أكد قبل أيام أنه في حال عدم إعادة عمليات الفرز فإن ذلك سيؤدي إلى أزمة أمنية جديدة في البلاد وهو ما دفع بمنافسه إلى اتهامه بالتهديد بإشعال نار الفتنة في البلاد. وقال كريستوفر هيل السفير الأمريكي في العراق وأيده في ذلك قائد القوات الأمريكية في هذا البلد الجنرال راي ادوديرنو أن الانتخابات جرت في ظروف عادية وأنه لم تسجل أية عمليات تزوير كبيرة قد تؤثر على النتائج النهائية للانتخابات العامة الأخيرة.