ذكرت مصادر موثوقة من الفاف ان المدرب رابح سعدان فصل في مكان تربص ''الخضر'' القادم باختياره سويسرا لاحتضان آخر تربص يجريه زملاء نذير بلحاج قبل السفر إلى جوهانسبورغ. ويأتي قرار الناخب الوطني بعد توصله إلى دراسة علمية وطبية نصتحه بضرورة إجراء المعسكرات التحضيرية المقبلة في مواقع ذات ارتفاع عال، وهو ما أكده رئيس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم بقوله: ''بالنظر إلى الظروف التي ستلعب فيها مباريات الخضر على المستويين المنهجي والعلمي، قرر الطاقم الفني بعد التشاور مع مسؤولي الاتحادية، تغيير موقع التحضيرات من خلال اختيار إجراء التربص في منطقة مرتفعة فوق سطح البحر''. وكان متوقعا أن يجري رفاق زياني تجمعا من 20 إلى 28 ماي المقبل بإيطاليا، وبالتحديد بمركز كوفيرتشيانو، قبل خوض المباراتين الوديتين أمام إيرلندا في الثامن والعشرين منه والإمارات العربية في الخامس جوان، وهو المكان الذي احتضن تربص التشكيلة الوطنية في نوفمبر الماضي قبيل مواجهة مصر بالقاهرة. وتعيد هذه الخطوة إلى أذهان الجزائريين ما كان يردده سعدان من »أن الارتفاع كان أحد أسباب فشل رفاق بلومي في مونديال المكسيك«. وعلى رغم سخرية الجزائريين آنذاك من تصريحات سعدان إلا أنهم تأكدوا لاحقاً من صحة كلامه، لكنهم عادوا وسخروا مرة أخرى عندما اعتبر الرطوبة الشديدة سبب الخسارة أمام مالاوي في أولى مباريات المنتخب الوطني في نهائيات كأس أمم أفريقيا الأخيرة بانغولا. وفي سياق متصل يواصل رابح سعدان جولته الأوروبية التي يقوم من خلالها بمعاينة عدد من الأسماء المحترفة المرشحة للالتحاق بمحاربي الصحراء لاسيما في ظل الغموض الذي لا يزال يحوم حول مدى جاهزية عدد من اللاعبين الأساسيين قبل العرس الكروي العالمي الذي تستضيفه جنوب افريقيا هذا الصيف. وفي هذا الصدد، كشف الناخب الوطني لجريدة ''ليكيب'' الفرنسية أن مفكرته تضم حاليا 35 لاعبا أغلبهم جدير بحمل الألوان الوطنية، حيث قال: ''أملك قائمة بحوالي 35 لاعبا يجلبون اهتمامي، البعض منهم للمشاركة في كأس العالم والبعض الآخر من أجل المستقبل''. ومثلما أشار إليه موقع الفاف على شبكة الانترنت حضر سعدان لمباراة ايستر ونادي كليرمون فوت لحساب بطولة الدرجة الثانية الفرنسية والتي انتهت بفوز هذا الأخير بنتيجة ثلاثة أهداف لواحد، وعرفت تألق الوجهين الجديدين المرشحين للانضمام إلى ''الخضر''، ويتعلق الأمر بحارس مرمى كليريمون فوت، ميكائيل جمال بلقاسم فابر ومتوسط ميدان نفس الفريق ياسين براهيمي الذي وقع هدفا جميلا في هذه المواجهة. كما استغل سعدان حضوره نفس المباراة للحديث مع مهاجم نادي ايستر رفيق صايفي بحيث طمأنه على مستقبله مع المنتخب داعيا إياه مواصلة التدرب بجدية تحسبا للمشاركة في المعسكر التحضيري المقرر بسويسرا من 20 إلى 28 ماي القادم، والذي سيتم على إثره ضبط قائمة 23 لاعبا المعنيين بالمشاركة في العرس الكروي العالمي. وحسب آخر الاخبار يكون المدرب الوطني قد أبلغ براهيمي باستدعائه للمعسكر المقبل، بخلاف فابر الذي لم توجه له أي إشارة في هذا الشأن. وقبل ذلك كان ''الشيخ'' قد حط الرحال بايطاليا حيث عاين جمال مصباح لاعب ليتشي، لكن يبدو ان المدرب لم يقتنع بأداء هذا الأخير الذي تألق أول أمس أمام نادي غاليبولي لحساب الجولة الثلاثين من بطولة الدرجة الثانية، بدليل انه لم يتكلم وهو الذي تنقل خصيصا لمشاهدته عن قرب. وستنتهي عملية المعاينة التي ستمس كلا من رياض بودبوز (سوشو الفرنسي) وسفيان فغولي (غرونوبل الفرنسي)، فؤاد قادير (فالانسيان الفرنسي)، محمد شاقوري (شاللورا البلجيكي) ووليد شرفة (تارغونيس الاسباني)، عدلان قديورة (وولهامبتون الانكليزي) وكريم بن يمينة (اتحاد برلين الألماني). ويراهن المتتبعون لخطوات المحترفين ان فغولي وبودبوز يوجدان في احسن رواق للفوز بثقة سعدان لاسيما الأول الذي إلى جانب صغر سنه (19 سنة)، يعد أحد لاعبي الوسط الواعدين في البطولة الفرنسية وبات هدفاً لأندية أوروبية عدة على غرار مانشستر يونايتد الإنكليزي وريال مدريد وفالنسيا الإسبانيين. ولكن ومثلما أوضحه سعدان فانه ليس بإمكان كل هؤلاء اللاعبين الفوز بمقعد ضمن التشكيلة التي ستسافر الى جونب أفريقيا بل أن العديد منهم سينتظر فرصته بعد اسدال الستار على المونديال تحسبا للمواعيد الرسمية المقبلة وفي مقدمتها تصفيات كأس أمم أفريقيا 2012 التي ستنطلق في شهر سبتمبر القادم. ومن جهة أخرى، كشف سعدان لجريدة ''لوبيتور''، أنه لن يستعمل العاطفة عند اختياره لقائمة اللاعبين الذين سيدافعون عن الألوان الوطنية في نهائيات كأس العالم القادمة. وأوضح أنه سيعتمد فقط على العناصر التي ستكون في أفضل لياقتها قبل موعد المونديال، في إشارة منه إلى استعداده للاستغناء عن خدمات بعض الأسماء المعروفة في حال عدم تماثل المصابين منهم الى الشفاء قريبا أو في حال استمرار جلوس البقية على كرسي الاحتياط ويتعلق الأمر أساسا بوسط ميدان لازيو روما مراد مغني الذي يجهل لحد الآن ماهي المدة التي سيقضيها بعيدا عن الميادين ويزيد منصوري (لوريون الفرنسي)، كريم زياني (فلوسيبورع الألماني) والمدافع عنتر يحيى (بوخوم الألماني) الذين فقدوا مناصبهم الأساسية ضمن فرقهم المختلفة.