انطلقت أمس أشغال الملتقى الوطني للإعلام والتحسيس حول السلائف الكميائية للمخدرات بفندق الأوراسي، والذي نظمه الديوان الوطني لمكافحة المخدرات وإدمانها مع عدة شركاء في إطار تنفيذ برنامج عمل الشبكة الأورو- متوسطية للتعاون في مجال مكافحة المخدرات ''ميدنات'' الذي يشرف عليه مجمع بومبيدو للمجلس الأوروبي. وفي كلمته الافتتاحية قال المدير العام للديوان الوطني لمكافحة المخدرات وإدمانها السيد عبد المالك السياح: ''رغم خضوع السلائف الكمياوية للمخدرات لرقابة وطنية ودولية صارمة، حالت دون وجود مخابر سرية غير شرعية في الجزائر، إلا أن الوقاية عن طريق الملتقيات الإعلامية ضرورية لتجنب التهريب والتحويل غير الشرعيين لها بغرض استعمالها في صناعة المخدرات التخليقية التي تعد أخطر باقي أنواع المخدرات، وهي الوقاية التي تفرضها العولمة وسهولة تنقل البضائع والأشخاص''. وأضاف المتحدث أن السلائف الكمياوية موجودة في الجزائر وتستعمل في كثير من المجالات كصناعة الأدوية والصناعات الغذائية والنسيجة والبلاستيكية والبترولية والبتروكمياوية والصناعات الحربية ومستحضرات التجميل في مخابر قانونية تعمل تحت رقابة المصالح الأمنية ووزراتي الصحة والصناعة ومكتب الأممالمتحدة لمراقبة المخدرات، إلا أنه ينبغي الاطلاع على خبرات الدول لاتخاذ التدابير اللازمة لمراقبتها وتخزينها واسعمالها نظرا لإمكانية تسريبها بطرق غير شرعية. وأوضح المتحدث أن الانتشار الواسع للمخدرات التخليقية وسلائفها الذي يتجلى في تعدد مرافق ضخ المخدرات وحجم المضبوطات في عدة مناطق في العالم، يدعو الجزائر إلى انتهاج السبل اللازمة لمنع تسريب السلائف والمستحضرات الصيدلانية والاتجاز بها لإنتاج عدة أنواع من المخدرات، مبرزا أن تنظيم الجزائر لهذا الملتقى في هذا الوقت بالذات يعد استجابة لتوصيات الدورة الاستثنائية العشرين التي عقدتها الجمعية العامة لأمم المتحدة بشأن مشكلة المخدرات العالمية في جوان .1998 وفي نفس الإطار صرح الأمين التنفيذي لمجمع بومبيدو للمجلس الأوروبي السيد باتريك بنيكس: ''أن خطر تحويل وتهريب السلائف الكمياوية بأشكال متعددة من أجل استعمالها بصفة غير شرعية في صناعة المخدرات التخليقية يتطلب تنسيقا دوليا من أجل مكافحة هذه الظاهرة، ولهذا فإن المجمع الذي يضم 35 دولة ضم الجزائر منذ سنة 2005 في التعاون الأورو متوسطي لمكافحة المخدرات وتهريبها تحقيقا لهدفه الكامن في نقل الخبرات إلى الدول في مجال محاربة هذه الآفة''. وبحسب ممثل المجلس الأوروبي فإن مشكل المخدرات بكل أنواعها ليس له حدود، كما أن مكافحته ليست مهمة مصالح الأمن لوحدها، إنما لابد من تضافر جهود كافة الأطراف الفاعلة في المجتمع من خلال إشراك كافة الخبراء والمهنيين والقضاة في هذه القضية لتطوير آليات المكافحة. ومن جهته أكد ممثل المكتب الدولي لمراقبة المخدرات اليد رينير بينغ عن أهمية الملتقى في كشف استعمالات السلائف الكماوية في مجال الصناعات المتعددة وطرق مكافحة استخدامها في الصنعة غير الشرعية. والجدير بالذكر هو أن المغزى من هذا الملتقى الوطني الإعلامي والتحسيسي الذي يدوم يومين هو التعريف بالسلائف الكمياوية الأكثر استعمالا في الصناعة غير المشروعة للمخدرات والتطرق إلى الإجراءات والآليات الوطنية والدولية في عدد من البلدان في مجال السلائف الكمياوية للمخدرات، وذلك بغرض تطوير معارف ومهارات الأفراد الفاعلين في مجال المكافحة لقمع عمليات التسريب، تأهيل عمال المخابر الخاصة بتحليل هذه المواد وتحسيس مستوردي ومستعملي هذه السلائف حول خطر التهريب. للإشارة، تشارك في الملتقى عدة قطاعات وزارية إلى جانب القضاة ومصالح الأمن، الدرك والجمارك وكذا خبراء أجانب من فرنسا، سويسرا، إيطاليا والأردن.