أجمع المشاركون في ملتقى حول ''كرة القدم الوطنية: واقع الحال وآفاق'' الذي بادرت إلى تنظيمه يومية ''بلانيت سبور'' بتيزي وزو، على أنه ''حان الوقت للتخلي عن سياسة التطوعية في كرة القدم والمضي قدما نحو الاحترافية كطريقة عالمية لتسيير هذه الرياضة''. وحول هذا الموضوع، اعتبر اللاعب الدولي السابق والمدرب الحالي لفريق شبيبة بجاية جمال مناد أن التطوع في كرة القدم ''مغالطة'' الغرض منها التستر على ممارسات تتنافى ومتطلبات الاحترافية''. وذكر المتحدث في تحليله لواقع كرة القدم الوطنية أن ''نوادي النخبة دخلت اليوم عالم الخوصصة وتجني الملايير، الوارد جزء كبير منها من الإعانات العمومية إلا أن تسييرها لا يخضع للمراقبة''، مضيفا أن هذا الوضع ''أدى إلى بروز وضع شاذ يتمثل أساسا في تخصيص مبالغ مالية ضخمة لشراء اللاعبين ودفع العلاوات المتعلقة بتوقيع العقود في الوقت الذي تخصص فيه مبالغ ضئيلة للتكوين إن لم نقل أن هذا الجانب يبقى في خانة المهملات'' على حد قوله. وأضاف قائلا: ''الاحترافية باعتبارها مفهوم مرادف للشفافية والصرامة في التسيير والتمويل الذاتي تعرقل كثيرا مصالح معتادي الهواية ولكننا مجبرون على المضي نحوها''، داعيا إلى أن يتم ذلك في ''أقرب وقت ممكن لصالح مستقبل كرتنا''. وبخصوص مشاركة الفريق الوطني في مونديال ,2010 اعتبر مناد أن تأهل الخضر سمح لكرتنا باسترجاع الأمل بعد غياب طويل والبروز مجددا على الساحة الدولية، محذرا من أن يكون هذا الإنجاز بمثابة ''الشجرة التي تغطي الغابة''. وأضاف مناد الذي سبق له خوض غمار المونديال أنه لا يجب تناسي أن ''التأهل إلى مونديال جنوب افريقيا تم أساسا بفضل لاعبين جزائريين مكونين ويلعبون في الخارج وهو ما يؤكد حسبه ضعف مستوى بطولتنا بسبب نقص التكوين بالرغم من وجود مواهب تنتظر من يلتفت إليها. واوضح قائلا: ''لابد من منح الأولوية للتكوين من خلال إنشاء مراكز لا تتطلب بالضرورة وسائل ضخمة''، وذكر في هذا السياق بالنجاح الذي حققته مدرسة ''سليف كايتا'' ببامكو، مع الدعوة في نفس الوقت إلى التكفل الجيد بالفئات الشابة التي كان إهمالها سببا في إدراج الفاف لإجراء يجبر أندية القسم الوطني الأول على إقحام لاعبين من الأواسط في صفوف الأكابر. من جهته، أكد اللاعب الدولي وقلب دفاع شبيبة القبائل السابق ميلود عيبود على ضرورة التخلي عن التطوعية والهواية، واعتبر أن ''تسيير نادي كرة القدم مشابه لتسيير مؤسسة ذات أسهم يعتبر المشاركون فيها أعضاء في مجلس الإدارة ولهم الحق في تعيين أو إقالة الطاقم التقني اعتمادا على النتائج المحققة''. وأضاف المتحدث: ''إننا لا نؤمن في كرة القدم بوجود أناس يتخلون عن واجباتهم العائلية عن طواعية وبدون مقابل لغرض خدمة ناديه المفضل''، معبرا عن قناعته أن ''النادي المحترف الذي يحترم نفسه هو ذلك الذي يكون فيه المسيرون بما فيهم الرئيس وأمينه العام موظفون يتقاضون أجرة مثلهم مثل المدرب حيث يمكن إقالتهم أيضا بسبب ضعف النتائج''. ونظرا لأهمية التكوين في ترقية كرة قدم النخبة الوطنية اعتبر عيبود أن ''الاستثمار في هذا المجال يجب أن ينظر إليه كوسيلة لإعادة بريق كرة القدم في بلادنا''. وتأسف في هذا السياق لتعطيل مشروع اللاعب الدولي السابق مصطفى دحلب الذي كان يطمح إلى إنجاز مركز للتكوين في كرة القدم بمدينة تادمايت (تيزي وزو) حيث أن هذا المشروع لم ير النور بسبب عدم الحصول على أرضية مناسبة.