دعا كاتب الدولة لدى الوزير الأول مكلف بالاتصال السيد عز الدين ميهوبي الأسرة الإعلامية إلى المساهمة الفعالة في الجلسات الوطنية للصحافة التي تنطلق في 5 ماي القادم، وحث الصحافيين عشية إحياء اليوم العالمي لحرية الصحافة على تنظيم أنفسهم في إطار أو منظمة نقابية للدفاع عن حقوقهم وشرف المهنة وأخلاقياتها. وقال السيد ميهوبي لدى إشرافه على افتتاح يوم دراسي حول الصحافة الوطنية أمس، بالمتحف الوطني للمجاهد تحت شعار ''المهنية في الإعلام، الفعالية في الاتصال''، ''إنه حري بالصحافيين قبل غيرهم، أن يبادروا بأنفسهم بتطوير قطاع الإعلام والاتصال من خلال مقترحاتهم لاستدراك النقائص وتثمين المكاسب، والانجازات التي تحققت على مدار عشرين سنة من الانفتاح السياسي والإعلامي في بلادنا''. وأكد كاتب الدولة للاتصال في هذا المجال، بأن تنظيم الجلسات الوطنية حول إصلاح وتكييف المنظومة الاعلامية الوطنية مع التطورات الحاصلة على المستويين الداخلي والخارجي، ستكون فرصة سانحة للأسرة الإعلامية للإدلاء بدلوها في كل ما يتعلق بالقطاع وذلك من خلال خمس ورشات هي ورشة واقع وآفاق الصحافة، سبر الآراء، الإشهار، أخلاقيات المهنة والإعلام الالكتروني. وأشار السيد ميهوبي في هذا الصدد الى أن مثل هذه اللقاءات التي يتبادل فيها نخبة من الخبراء والباحثين الجامعيين مع الصحافيين وأهل المهنة الحوار والأفكار، ستوضح الصورة أكثر لدى الجميع بما يسمح بتعزيز القطاع وتنظيمه أكثر كي يساهم بقوة في التنمية الوطنية بعد تنوير الرأي العام. وقد أبى كاتب الدولة للاتصال إلا أن يحضر كل مداخلات ومحاضرات اليوم الدراسي الذي عرضت محاوره الاشكاليات التي يطرحها القطاع وأهل المهنة، حيث أبرز الدكتور فني عاشور في محاضرة بعنوان ''خصوصيات اقتصاد الصحافة المكتوبة''، بأن تحديات المهنة تتلخص في الاحترافية، الإدارة الحديثة في تسيير المؤسسات الإعلامية وإدارة الموارد البشرية، وشفافية السوق، في حين أوضحت الدكتورة بوشعلة نبيلة علجية بأن نقص التكوين وغموض الأنواع الصحفية لدى الصحفيين المبتدئين وعدم تمكنهم من تقنيات التحرير، تبقى من النقائص التي تسجل على الصحافة ويجب معالجتها عن طريق التكوين والحوار والتأطير المتواصل لأن الصحافة في بلادنا كما قالت تعد فضاء عموميا تلتقي فيه الصحافة، الفئات الاجتماعية والحكومة. ومن جانبه أبرز الأستاذ بلقاسم أحسن جاب الله مسألة الضبط في ميدان الاتصال، وقال أن لامفر منه، ولا يجب أن يقتصر على القرارات الإدارية والقانونية، مفضلا أن يكون في صورة ''شراكة'' بين ممثلين عن الصحافة، المجتمع، والسلطات العمومية. وأشار الأستاذ جاب الله الى أن أدوات الضبط عادة ما تتلخص في مجالس استشارية أو إدارية قانونية أو مجالس قطاعية، أو لجان مثل اللجنة الفيدرالية للاتصالات بالولايات المتحدةالأمريكية وتوقف المحاضر عند تجربة المجلس الأعلى للإعلام عندنا وقال أن تجربته على مدار سنتين (90 -92) كانت جميلة ورائدة وصارت نموذجا يقتدى به في دول عديدة منها بوركينافاسو والنيجر وفيما بعد السنيغال.وأوضح المحاضر أنه بإمكان أهل المهنة في الجزائر اختيار احدى أدوات الضبط هذه وتطبيقها في إطار تكييف المنظومة الإعلامية. وتطرق مدير جريدة ليبيرتي السيد عبروس أوتدرت الى آداب وأخلاقيات مهنة الصحافة مبرزا دور وأهمية هذه الأخلاقيات داعيا الى تفعيل مجلسها الذي تم إنشاؤه سنة 1999 واعتماد كل الصحف ميثاقا لهذه الأخلاقيات قبل أن تخص كل جريدة نفسها بميثاق خاص بها وتم في هذا الصدد إثارة مسألة اللوبيات في الصحافة ودور المال في انحرافها عن وظيفتها النبيلة وطالب مدير لاتربين السيد بشير رزوق، السلطات العمومية في هذا الصدد، بضرورة التدخل لحماية الصحافة من هذا الخطر الداهم على المجتمع والدولة معا، وطالب بعض الحاضرين بمحاية الصحافيين من هذه اللوبيات. كما تم التطرق أيضا إلى الخدمة العمومية في الصحافة المكتوبة العمومية والخاصة والى شروط تطوير الصحافة المتخصصة والجهوية والى تجربة وحصيلة وآفاق الصحافة الخاصة فضلا عن محاضرة حول الصحافة الالكترونية بالجزائر وأخرى حول القانون الدولي وقانون الاتصال.