تنطلق اليوم بالمخيم الدولي للكشافة الإسلامية الجزائرية بسيدي فرج أشغال ورشات الدورة التكوينية المنظمة لفائدة عدد من المختصين النفسانيين الفلسطينيين والمتمحورة أساسا حول موضوع الإسعاف النفسي. ويسعى منظمو هذا اللقاء وعلى رأسهم الكشافة الإسلامية الجزائرية إلى تدعيم كفاءات الأخصائيين الفلسطينيين ، فضلا عن تبادل الخبرات في مجال الصدمة النفسية والدعم النفسي. ويشارك في هذه الدورة التي تعتبر الأولى من نوعها 27 مختصا نفسانيا فلسطينيا قدموا من مختلف المدن الفلسطينية وهي رام الله، الخليل، جينين، قلقيلية، نابلس، طولكرم وبيت لحم بالإضافة إلى المخيمات الفلسطينية المتواجدة بجنوب لبنان. ومن المنتظر أن يصل وفد مدينة غزة حيث بقي عالقا بمعبر رفح والذي أكد المنظمون للدورة أنه من المنتظر أن يحل اليوم بعد أن فتحت له السلطات المصرية المعبر عشية أمس للسماح له بالتوجه نحو الجزائر اليوم للالتحاق بالدورة. وقد أعطيت أمس إشارة انطلاق الدورة التكوينية بفندق ''دار الضياف'' بالشراقة في العاصمة من طرف رئيس الهلال الأحمر الجزائري السيد الحاج حمو بن زغير الذي ذكر بأن هذا اللقاء جاء ثمرة عمل قام به الهلال الذي كان متواجدا في غزة منذ 2007 في إطار سياسة الدعم والمساندة المتواصلة للشعب الفلسطيني أي منذ بداية الحصار وخلال العدوان الصهيوني لشهر ديسمبر 2008 وهي الفترة التي كانوا متواجدين خلالها في الميدان طبيا، وتواصل التواجد الإنساني الجزائريبغزة بعد نهاية العدوان المسلح الإسرائلي من خلال توجه 15 أخصائيا نفسانيا. وأوضح بن زغير قائلا: ''إن النفسانيين الفلسطينيين يعملون مشتتين ولا يعرف بعضهم بعضا في بلدهم المحتل وهذا اللقاء يعتبر فرصة للاحتكاك فيما بينهم''. مشيرا إلى أن للجزائريين تجربة كبيرة فيما يخص الإسعاف النفسي اكتسبوها بعد العشرية السوداء. مضيفا أن مشروع الدورة تم التحضير له تبعا للتقييم الذي أنجزه فريق المختصين النفسانيين للهلال عقب زيارته لغزة في فيفري 2009 وتلبية لطلب المختصين النفسانيين الفلسطينيين للاستفادة من تكوين متخصص. ومن المحاور الأساسية التي سيرتكز عليها التكوين في هذه الدورة نجد محور معرفة المفاهيم الأساسية المرتبطة بالصدمة النفسية وتقييم آثار الصدمة على المستوى الفردي والعائلي والجماعي فضلا عن تأهيل المختصين للتدخل في وضعيات الأزمات واكتساب معارف بشأن التكفل والعلاج النفسي. كما يسعى الأخصائيون النفسانيون الجزائريون وعددهم 10 بالإضافة إلى المكونين الذين سينشطون الأيام التكوينية طيلة أسبوعين إلى نقل ما لديهم من خبرة ومعلومات في مجال التكفل والإسعاف النفسي خاصة وأن جميع الأخصائيين الفلسطينيين الحاضرين هم شباب في بداية مشوارهم المهني. وحضر جلسة إعطاء إشارة انطلاق الدورة التكوينية أمس، بعض الهيئات الإنسانية من بينها ممثلة الصليب الأحمر الدولي السيدة ايفا وممثلون عن المجتمع المدني بالإضافة إلى ممثل سفارة فلسطينبالجزائر الذي أكد في تدخله أن الجزائر كانت ولا تزال دائما واقفة مع الشعب الفلسطيني وساندته حتى لما كانت تحت وطأة الاستعمار. ''الجزائر قدمت ولا تزال تقدم لنا لحد الآن والجزائر دائما تحتضن فلسطين'' -يقول ممثل السفارة الفلسطينية- الذي أشار إلى أن الجزائر متواجدة حتى داخل فلسطين وفي القدس حيث يوجد باب المغاربة وفي بعض القرى بشمال فلسطين ، حيث أغلبية سكانها جزائريون''.