حققت شركة الخطوط الجوية الجزائرية تطورا محسوسا في نشاطها خلال سنة 2007 مقدرا بنسبة 4 بالمئة مقارنة بالعام السابق، مواصلة بالتالي استحواذها على أكثر من 50 بالمائة من السوق الجزائرية، وذلك بنقلها لأكثر من 3,3 ملايين مسافر مع تسجيل نسبة امتلاء تفوق 60 بالمائة، وهذا في وقت تسعى فيه لتجسيد برنامج التطوير الذي يهدف بالأساس إلى مسايرة التحولات الحاصلة في العالم في مجال الطيران المدني· وقد حدد وزير النقل السيد محمد مغلاوي بمناسبة إشرافه على افتتاح الجلسات الخاصة بالشركة والمخصصة لتقييم نشاط 2007 وعرض استراتيجية التنمية لسنة 2008، التحديات الكبرى التي ينبغي على "الجزائرية" رفعها لمسايرة الديناميكية الجديدة التي تعرفها سوق الطيران المدني عبر العالم، مشيرا في الصدد إلى أن الخطوط الجوية الجزائرية التي تعد الشركة الوحيدة التي تحمل الراية الجزائرية مفروض عليها التحكم بانتظام في نوعية الخدمة المقدمة مع احترام معايير الجودة والأمن· كما دعا الوزير إطارات الشركة إلى وضع كل خبرتهم في النقاش الدائر خلال هذه الجلسات لإسهام في إيجاد السبل الكفيلة بتعزيز مكانة الشركة في السوق الدولية مع الأخذ في الحسبان المشاكل التي تعاني منها لحماية حصتها من السوق الداخلي الذي أكد بأنه "لا مفر من فتحة للمنافسة عاجلا أم آجلا"· وفي تصريح على هامش الجلسات أوضح الوزير بأن مسألة فتح السوق الداخلي ليست مبرمجة في الوقت الحالي غير أنها حقيقة لا مفر منها وينبغي الاستعداد لها، مؤكدا بأن الجزائر تملك من الموارد والكفاءات ما يكفيها للإندماج في الحركية الدولية الحاصلة في مجال النقل الجوي· أما بخصوص مسألة تنصيب الرئيس المدير العام للجزائرية فاعتبرها غير مستعجلة على اعتبار أن الشركة تسير بشكل جيد بإشراف مجلس الإدارة ومدير عام· ومن جهته كشف السيد عبد الناصر حاج رابية المدير العام للخطوط الجوية الجزائرية أن من بين المحاور الكبرى التي تتضمنها استراتيجية الشركة، إعادة هيكلتها في شكل مجمع يضم شركة أم وفروع متخصصة، كما ذكر بأن استراتيجية التطوير تشمل أيضا استكمال برنامج تجديد الأسطول، حيث سيتعزز هذا الأخير الذي يضم في الوقت الحالي 31 طائرة ب11 طائرة جديدة منها 4 من الحجم الصغير لا يقل عدد مقاعدها عن 100 مقعد و5 طائرات من الحجم المتوسط التي يصل عدد مقاعدها إلى 150 مقعدا، ستعوض 3 طائرات بوينغ 767 تستغلها الشركة حاليا، علاوة على طائرتي شحن لنقل البضائع· مع الإشارة إلى أن معدل عمر طائرات الشركة في الوقت الحالي لا يتعدى 4 سنوات· ومن بين العمليات الجديدة التي برمجتها في 2008 الشروع في العمل بالتذكرة الإلكترونية بداية من 31 ماي المقبل، كما ستشرع الشركة التي تلقت منذ يومين فقط ترخيصا من ديوان النقل بكندا لاستغلال ثالث رحلة أسبوعية على خط الجزائر، مونتريال ابتداء من فصل الصيف القادم، في استغلال خط جوي جديد يربط الجزائر بالعاصمة الصينية بكين· وفيما أعرب المدير العام عن تفاؤله بمستقبل نشاط الشركة مبرزا التشاور القائم بين الإدارة والشريك الاجتماعي من أجل التكفل بانشغالات العمال، ولا سيما منها تلك المتعلقة بإيقاف نزيف الطيارين وهجرة بعضهم إلى شركات أجنبية، أكد رئيس القسم التجاري السيد عبد الكريم بن أحمد أن الشركة تستحوذ حاليا على أحسن حصة من سوق الطيران التجاري في الجزائر، تفوق ال50 بالمائة بالإضافة إلى مراعاتها للخدمة العمومية المقدمة للزبائن، مشيرا إلى أن حصيلة النشاط عرفت تطورا بمستوى 4 بالمائة مقارنة بسنة 2006، حيث نقلت "الجزائرية" العام الماضي أزيد من 3,3 مليون مسافر، بينما يقدر حجم العرض الذي تقترحه سنويا 6,5 مليون مقعد· وتختلف حصص الشركة من السوق حسب طبيعة وخصوصيات كل سوق تستغله، ففي حين تقدر حصتها على الخط الجزائرفرنسا ب52 بالمائة، تصل الحصة على الخطوط الإفريقية إلى مستوى 100 بالمائة· وبالموازاة مع سعيها إلى فتح خطوط جديدة، تعمل الشركة على ترقية خدماتها من خلال تحسن وتوسيع شبكة التوزيع، وترقية نظام الوفاء مع الزبائن الذي يشمل استحداث تسعيرات ترقوية وتحفيزية، واستحداث فئات من التذاكر موزعة على نوعية أقسام الرحلات، وذلك بغرض تعزيز قدراتها التنافسية ومجابهة التحولات التي يشهدها نشاط النقل الجوي في العالم بفعل بعض التأثيرات الخارجية ذات الصلة بالأمن وبالتغيرات التي تشهدها الأسواق العالمية، على غرار أسعار النفط التي أدت في 2007 إلى ارتفاع سعر الوقود من 35 دولارا إلى 92 دولارا للهكتولتر الواحد·