أكد وزير التضامن الوطني والأسرة والجالية الوطنية بالخارج السيد جمال ولد عباس أمس تضامن الدولة مع منكوبي الزلزال الذي ضرب منطقة بني يلمان بالمسيلة، معلنا عن زيارة مرتقبة لوزير السكن والعمران لإقرار برنامج إعادة بناء الوحدات السكنية التي تضررت وتلك التي يتضح أنها غير صالحة للسكن. وأوضح السيد ولد عباس خلال زيارة معاينة لمخلفات الزلزال قام بها رفقة الوزير المنتدب المكلف بالجماعات المحلية السيد دحو ولد قابلية، أن وزير السكن والعمران سيزور بلدية بني يلمان بعد إكمال هيئة المراقبة التقنية للبناء وكذا مديريتي البناء والتعمير والسكن والتجهيزات العمومية لعملية ضبط الإحصائيات المتعلقة بحجم الأضرار المادية التي شملت السكنات والتجهيزات العمومية، ملحا من جانب آخر على ضرورة إضفاء المزيد من التنظيم على عملية التكفل بالمنكوبين من حيث الإطعام والإيواء، وذلك بالتزامن مع استعداد قطاعه لمنح المساعدات اللازمة في هذا الإطار، فيما أكد السيد ولد قابلية من جهته بأن عملية التكفل بضحايا هذا الزلزال تستدعي تحكما أكثر، وذلك كونها قد تكون مقرونة ببعض النيات غير الحسنة التي تترصد المناسبات الأليمة من أجل الاحتيال على الدولة. وشدد الوزير في سياق متصل على أن المساعدات التي ستمنح في هذا الإطار سيستفيد منها المتضررون الفعليون دون غيرهم، مؤكدا عزم الدولة على تدارك ما خلفته هذه الكارثة الطبيعية، ولاسيما على مستوى السكنات والتجهيزات العمومية وذلك بتسخير المزيد من البرامج القطاعية والمحلية. وحسب الشروحات التي قدمت لممثلي الحكومة حول الخسائر التي لحقت ببلدية بني يلمان، فقد أحصت المصالح المتخصصة تضرر 172 مسكنا، منها 90 مسكنا في حالة متوسطة و82 مسكنا متضررا بشكل كبير، علاوة على تضرر متوسطتين و4 مدارس ابتدائية ومقر المجلس الشعبي البلدي والعيادة الصحية و3 مساجد ومدرسة قرآنية ومكتبة بلدية. في حين أبلغ السكان الوزيرين بأن 500 وحدة سكنية متضررة جراء الزلزال، مطالبين بتسريع عملية إيصال المساعدات ومنحهم الخيم، لتخوفهم من العودة إلى منازلهم المعرضة للانهيار. وبالموازاة مع زيارة السلطات العمومية للمناطق المتضررة من الزلزال فقد تم الشروع أمس في عمليات الإسعاف وتوزيع المساعدات التي شملت 180 خيمة منحت للعائلات الأكثر تضررا حسبما أوضحه رئيس المجلس الشعبي لبلدية بني يلمان، الذي قدر احتياجات المنطقة بنحو 1000 خيمة، مشيرا إلى أن حوالي 400 منزل خاصة من بين المباني القديمة المبنية بالطوب لم يعد صالحا للسكن. ومن ولاية برج بوعريريج انطلقت أمس شحنة أولى من المساعدات نحو بلدية بني يلمان تضم مواد غذائية وخيم وأغطية، فضلا عن أدوية خاصة بالاستعجالات الأولية. وذكر بعض مواطني بلدية بن داود ببرج بوعريريج الواقعة على بعد 30 كلم عن بني يلمان بأن جدران بعض السكنات الهشة تصدعت عقب هذا الزلزال الذي أحس به السكان القاطنون على طول الحدود الإدارية مع ولاية المسيلة، لكن دون تسجيل أية خسائر بشرية. وبعد مرور لحظة الفزع انشغل سكان هذه البلدية بمصير سكان بني يلمان، معبرين عن رغبتهم في تقديم المساعدة للعائلات المتضررة. فيما تنقلت سلطات ولاية برج بوعريريج والفرق التقنية التي تضم مسؤولي عدة قطاعات على غرار السكن والمراقبة التقنية للبناء والتعمير والبناء والصحة على طول الشريط التابع لإقليم دائرة المنصورة المجاورة لولايتي المسيلة والبويرة وذلك بهدف معاينة السكنات وطمأنة السكان، حيث أوضح والي برج بوعريريج من جهته بأن مساعدات سترسل بسرعة لفائدة سكان المنازل المتصدعة وأن الإجراءات القانونية الضرورية ستتخذ بشأن البناءات التي قد تشكل خطرا على قاطنيها. للتذكير فقد تسبب الزلزال الذي بلغت قوته 2,5 درجات على سلم ريشتر وحدد مركزه على بعد 7 كلم شمال غرب مدينة ملوزة بولاية المسيلة في وفاة شخصين اثنين وإصابة 43 آخرين بجروح حسب حصيلة وزارة الداخلية والجماعات المحلية.