سيرى "دعاء الحمام" أخيرا النور ويعتلي خشبة الركح، بعد مد وجزر استغرق وقتا ليس بالقليل، ليقدم في توليفة نسوية جمعت بين الكاتبة والمجاهدة وعضو مجلس الأمة زهور ونيسي، والمخرجة المتمرسة فوزية آيت الحاج· العمل عودة لبطولات بنات وأمهات وأخوات وزوجات ومجاهدات هذا الوطن، اللواتي ضحين من أجل الحياة، هو زفرة من قلم كاتبة في وقت اشتدت فيه الأزمة أمنيا وسياسيا وثقافيا، وطال فيها التشويه والتشكيك كل جميل ونبيل في هذا البلد، لتعيد الثقة في النفس وفي الآخر وفي التاريخ كأرضية ضرورية لبناء الآفاق والمستقبل، وعندما تتكسر أشكال الحصار وتتحرر الذات تصنع الحضارة من جديد· المسرحية التي أشرف على اقتباسها وإخراجها للركح، مسعود بلبان، تحت الإشراف العام لمديرة مسرح تيزي وزو، فوزية آيت الحاج، تروي قصة فتاة سعيدة مرحة متفائلة بالحياة متمسكة بها، لكنها سرعان ما تغتال دون سابق إنذار، الشيء الذي يسبب خوفا وذعرا كبيرين وسط رفيقاتها من النساء اللواتي يهمسن متسائلات عن هوية هذا العدو الجديد الذي أباح الدماء وأغرق في ظلمة وصمت المنايا كل شيء نابض بالحياة، إنه المصير المجهول الذي لم يحسب له حساب· مؤامرة كبرى غيرت كل المفاهيم والقيم حتى أصبح التاريخ والوطن مثارا للشك، لكن هيهات "ماذا لو تشبهن بنساء أخريات كن قدوة ومثالا يحتذى به، ذلك نداء الضمير الذي حرك في المرأة حلم البقاء، فتقرر أن تقف في وجه هذا الغراب الأسود لتتحول في مسيرة عبر الزمن، الى الكاهنة، تينهينان، فاطمة انسومر، مريم بوعتورة وغيرهن ممن كتبن بدمائهن وبطولتهن أسماءهن في سجل الخلود، إنه صمود المرأة الجزائرية ونضالها الأبدي· تشارك في تحريك شخوص هذا العمل الذي سيقدم في عرض شرفي ايام 25 و26 و27 فيفري الجاري بولاية الجلفة، العديد من الوجوه الفنية الشابة على غرار سنية قولالة، كريمة سكري، وسمية هلالي، الى جانب كل من محفوظ بركات، عمر سلامي، حفيظ آيت الحاج وأخيرا سليم فروج في دور الراوي· يشار الى أن مسرحية "دعاء الحمام"، ستقوم بجولة فنية عبر 12 ولاية من ولايات الوطن ابتداء من 28 فيفري الجاري الى غاية 11 مارس المقبل، تقودها الى المسيلة، سطيف، أم البواقي، خنشلة، تبسة، قالمة، سوق أهراس، سكيكدة، جيجل، ميلة، برج بوعريريج والبويرة، ومن المنتظر أن تنشط الكاتبة زهور ونيسي ومديرة مسرح كاتب ياسين لتيزي وزو، اليوم، ندوة صحفية بالمسرح الوطني الجزائري للحديث عن هذا العمل الجديد·