دعا عبد السلام عمر رئيس جمعية أولياء المفقودين والمعتقلين الصحراويين المجتمع الدولي والسلطات الاسبانية للضغط على الرباط لإرغامها على البت بصفة نهائية في قضية المفقودين الصحراويين من خلال الكشف عن مصيرهم. وطالب عبد السلام عمر في هذا السياق بملاحقة المسؤولين المباشرين على عمليات الاختطاف والاعتقال التي طالت المناضلين الصحراويين وإحالتهم على القضاء الدولي للاقتصاص منهم على جرائمهم المقترفة. وأكد المسؤول الصحراوي في تصريح ل''المساء'' على هامش اجتماع إعادة تجديد هياكل جمعية المفقودين والمعتقلين الصحراويين التي جرت أشغالها بولاية السمارة على ضرورة إعادة إحياء قضية المفقودين الصحراويين الذين اختفوا في ظروف غامضة وبصفة قسرية من خلال بذل مزيد من الجهود وعلى كافة الأصعدة لبعث هذا الملف الثقيل الذي عمّر لأزيد من 35 سنة من اجل وضع حد نهائي لهذه الجرائم التي وصفها ب ''جرائم ضد الانسانية''. وأوضح المسؤول الصحراوي أن وضع المعتقلين الصحراويين بمختلف السجون المغربية والمقدر عددهم ب 46 معتقلا يعد انتهاكا صارخا لحقوق الإنسان، خاصة مع تشبث هؤلاء بقرار تقرير المصير واستقلال الشعب الصحراوي وتمسكهم بزيارة أهاليهم بمخيمات العزة والكرامة. وأشار إلى مختلف مواقف وردود أفعال القوى الحية في الدول الشقيقة والعالم الداعمة لحق الصحراويين في تقرير مصيرهم ورفض الانتهاكات المنافية لكل الأعراف والمواثيق الدولية التي يتعرض لها الشعب الصحراوي. كما شدد التأكيد على حتمية توسيع الأممالمتحدة لصلاحيات بعثتها في الصحراء الغربية ''المينورسو'' لتشمل حماية حقوق الإنسان لمنع مواصلة انتهاكها من طرف زبانية المخزن المغربي وكذا الضغط على السلطات الاستعمارية المغربية للبدء في مفاوضات أكثر جدية بهدف تحقيق استقلال الشعب الصحراوي. وكشف عبد السلام عمر، في هذا السياق، عن وجود أكثر من 550 مفقودا يضافون إلى حوالي 151 أسير حرب صحراوي الذين فشلت كل المساعي الصحراوية والدولية في الكشف عن مصيرهم.وقال إن جمعية أولياء المعتقلين الصحراويين والحكومة الصحراوية لم تتمكنا بعد عدة عقود من هذه المأساة من التوصل إلى نتيجة ملموسة حول مصيرهؤلاء بسبب التعنت المغربي الرافض للاعتراف بهذه الجرائم المنافية لحقوق الإنسان. ورغم ذلك فقد أكد أن الجمعية لم تفقد الأمل في معرفة مصير هؤلاء الصحراويين وإنها ستواصل مساعيها على مستوى الهيئات الدولية والحكومية الأخرى كالصليب الأحمر الدولي وهيئات حماية حقوق الإنسان عبر العالم حتى يتم توسيع رقعة التأييد ومشاطرة نفس الرؤى حول القضية الصحراوية. كما عبر رئيس جمعية المفقودين الصحراويين عن ارتياحه الكبير للموقف المشرف للجمعية المغربية لحقوق الإنسان التي لا تزال تندد بالانتهاكات الخطيرة التي يمارسها المغرب ضد المدنيين لاسيما مشاطرتها للرؤى الصحراوية حول ملف المفقودين الذي يتصدره بطل انتفاضة الزملة محمد سيد إبراهيم بصيري. وقال بخصوص رفع دعوى قضائية ضد اسبانيا باعتبارها المسؤول المباشر عن اختطاف النشطاء الصحراويين أن هذا الملف عرف عرقلة كبيرة من طرف السلطات الاسبانية لاسيما من خلال إقصاء القاضي غارثون الذي زار مخيمات اللاجئين للبحث أكثر في موضوع المفقودين. وأكد أنه لم يبق سوى إرسال شهود إلى مدريد لتقديم شهاداتهم حول الإبادة الرهيبة المرتكبة ضد الصحراويين والتعذيب الذي تعرضوا له. وأشار إلى أن الذين قدموا شهاداتهم حول هذا الموضوع يتمتعون بالحماية القضائية الاسبانية التي منحت لهم في اسبانيا سابقا وأنه سيتم إرسال الشهود إلى مخيمات اللاجئين لتسليط الضوء أكثر على كل الجوانب المحيطة بالملف في حالة تعيين قاض اسباني جديد وفي حال عدم تحقق ذلك اكتفى عبد السلام عمر بالقول إنه في حال عرقلة هذا المسار، فإن الباب يبقى مفتوحا على كل الاحتمالات. مبعوث ''المساء'' إلى مخيمات اللاجئين الصحراويين: م.جاوت