عادت الفنانة الإسبانية كونشا خارينو إلى الجمهور الذي حضر عرضها حول الفلامنكو أول أمس بالمسرح الوطني الجزائري، إلى أبجديات الفلامنكو فقدمت لوحات راقصة بعنوان ''الفلامنكو بكل بساطة'' وأبرزت بذلك جمال هذا الفن المليء بالتعابير والألوان. بدأ الحفل بوصلة ''يسقرياس'' والتي تعني الغناء الحر، بحيث قدمت جيما كابالو صاحبة الصوت الجبلي المبحوح، اغاني قصيرة رفقة دافيد فاركيو مرفوقين بعزف أعضاء الفرقة الموسيقية المتكونة من فلافيو رودرغز على القيتار، راوول ماركيز على الكمان وكيك تيرون على آلة إيقاعية، لتظهر كونشا برقصات خفيفة، ووصلات من رقص بلدان أمريكا الجنوبية فكانت رقصة التانغو وكاراكول من الأرجنتين، ''قاجيرا''من كوبا، ''إيبانيما''من البرازيل وفاروقا من الأندلس وهي رقصة بتقنيات عالية جدا، بالإضافة إلى رقصة ''ميلونقا'' والتي تعني دولتيّ الأرجنتين والارغواي. وقدمت كونشا أجمل رقصاتها وأبت إلا أن تعرض باقة متنوّعة من الرقصات التي تنتمي إلى فن الفلامنكو. مؤكدة على أهمية اختيار الملابس اللائقة لأداء هذا الفن، فكانت فساتينها أيضا جميلة ومتنوعة، فمن الفستان الأبيض بذيل طويل والذي يرمز إلى العرس إلى فستان رمادي قاتم مرورا بفستان الاختتام وهو برتقالي لامع، إضافة إلى اعتمادها على أكسسوارات ظلت لصيقة بهذا الفن مثل المروحة والأزهار الاصطناعية. وقدم بالمقابل دافيد فاركيو وصلة غنائية خالية من الرقص قبل الرقصة الأخيرة لكونشا. للإشارة، ولدت كونشا بمدريد وتعلمت تقنيات الرقص في مدرسة إلينا فرنانديز، وتحصلت على شهادة الرقص الاسباني من كونسرفتوار مدريد، وطورت رقصها على أيدي أساتذة كبار في رقص مثل كريستوبال رياس وماريا ماجدلينا، كما صاحبت تعاونية رفائيل أمارقو ورافائيل كاريسكو ورفائيل قرطبة في العديد من الجولات الفنية في الكثير من الدول وبالأخص في أمريكا اللاتينية. كونشا الراقصة الشهيرة، هي أستاذة رقص أيضا وظفرت بالعديد من الجوائز مثل الجائزة الوطنية لفن الفلامنكو في قرطبة سنة 2007 وجائزة أحسن كوريغرافيا في الرقص الإسباني والفلامنكو بمدريد. وفي سياق آخر، يعد الفلامنكو فنا اسبانيا يعتمد على الموسيقى والرقص، نشأ في أحضان الغجر والأندلسيين ويعتمد بالدرجة الأولى على الغناء ومن ثم ظهرت تصفيقات الأيدي ''دي بالما'' ورقص''البايل''، كما عرف في الآونة الأخيرة إقحام آلات موسيقية مختلفة.