كشف أطفال جزائريون ان الخامس جويلية يمثل حدثا محوريا في تاريخ الوطن فهو الذي يؤرخ للجزائر المستقلة. وتحدث الأطفال ل''المساء'' عن هذا اليوم التاريخي بحماس شديد يعطي الانطباع بأن أطفال الجزائر واعون بمهمة توارث حب الوطن الذي قال عنه احدهم: ''افديه بروحي ودمي''.. اعتبر ثلة من براعم الكشافة الجزائرية الإسلامية ان الخامس جويلية يمثل الشعلة الحقيقية التي يتوارثها أجيال الجزائر حفاظا على الذاكرة الجماعية والوطنية. وأدركت ''المساء'' أثناء استجوابها لهم على هامش الأبواب المفتوحة حول الشرطة الذي أقيم أمس بالمتحف الوطني للشرطة إحياء لعيد الاستقلال، أن أولئك الأطفال يدركون فعلا ما تعنيه كلمة استقلال، بل ويتحدثون عن مراحل الثورة بامتياز وكأنهم يستعرضون لقطات من فيلم محبب لهم، وفيهم من عدد أسماء لشهداء الثورة الكبار الذين نقش التاريخ أسماءهم بحروف من ذهب وبقيت كذلك محفورة في عمق الذاكرة الجزائرية يرددها الصغار قبل الكبار. الطفل عبد الرؤوف شغنان (11 سنة) قال ''إن شهداء ومجاهدي ثورة التحرير المجيدة ''لقنوا فرنسا درسا في الوطنية من خلال تكاتف جهود كل الجزائريين لتحرير الجزائر''، وتابع بحماس كبير:''فرنسا أرادت الاستيلاء على ثروات الجزائر ولكن المجاهدين رفضوا، والشهداء لم يستسلموا حتى استشهدوا لنعيش نحن بحرية وسلام''. وعن الخامس جويلية قال عبد الرؤوف ''انه يمثل بالنسبة لي الحرية ويذكرني بالشهداء''. ويبعث الطفل رسالة الى كل الأطفال في مثل سنه وهو يقول ''يجب أن تحبوا بلادكم بقلوبكم..انا افديها بدمي وروحي''. من جهته قال طارق جلواح ابن ال 7 سنوات ان الاستقلال يعني ان نعيش في حرية ودون قيود. ثم اخذ يتحدث عن العلم الجزائري الذي اعتبره هو الوطن. وراح الطفل يذكر ما بقي محفورا في نفسه من حادثة زملاء له خرجوا يوما للاحتفال بنجاح سابق لمنتخبنا الوطني لكرة القدم وهم يلوحون بالعلم فتدخل هو كالبطل وأخذ يشدد على كل الأطفال بعبارة ''لا تهينوا العلم...ارفعوه عاليا حتى تبقى الجزائر عالية مرفوعة على الرؤوس''. طارق الذي بدا عليه نوع من الخجل وهو يتحدث إلينا ويجيبنا قدر السؤال، سرعان ما استحضر في ذهنه عديد المشاهد التي لها علاقة بالثورة التحريرية واستقلال الجزائر، فذكر شهداء أبطالا تابع سيرتهم عبر أفلام جزائرية على غرار: علي لابوانت، لالا فاطمة نسومر..وغيرهم. واعتبرت الطفلة ليلى بن نجمة ذات (11 سنة) ''ان الجزائر قد قررت كسر قيود الاستعمار بفضل أبنائها. والخامس جويلية هو دليل مادي على ذلك، وهو بالنسبة ''لي وقفة لتذكر الشهداء وللترحم عليهم وهذا اقل شكر لهم على نعمة الاستقلال التي أتنعم بها اليوم انا وأقراني''. وكذلك اعتبرت الزهرة وسام عون الصغير( 11 سنة) ان عيد الاستقلال هو عيد لنا جميعا لأنه يمثل خروج الاستعمار من بلادنا. واكتفى الشبل رحماني عبد العزيز( 10 سنوات) بالقول ان الخامس جويلية هو رمز الاستقلال وعيد كل الجزائريين. وتابع بقوله:''أمي حكت لي عن الثورة وعن الاستقلال والمعلمة كذلك حكت لنا عن الثورة، وفي الكشافة نتعلم الكثير عن الشهداء والمجاهدين..'' جدير بالإشارة أن الأطفال براعم وزهرات الكشافة قد تفاعلوا كثيرا بالأمس وهم يزورون متحف الشرطة حيث أتيحت لهم فرصة الوقوف على عمل جهاز الشرطة والتعرف على عملهم الميداني من خلال الزيارة الموجهة التي استمتعوا خلالها أيضا برؤية معرض للصور التي تحكي عن مختلف مراحل الثورة التحريرية وتاريخ المقاومة الجزائرية مجملا.