بدأت السلطات الفرنسية وعائلة الرهينة الفرنسي ميشال جيرمانو تعد الساعات والدقائق مع اقتراب موعد انتهاء المهلة التي منحها تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي للسلطات الفرنسية لإعدامه.وكلما اقترب هذا الوعد كلما تراجعت حظوظ الإفراج عنه من طرف خاطفيه الذين اشترطوا إطلاق سراح عدد من نظرائهم المعتقلين في سجون دول منطقة الساحل. ويبقى هذا هو الاحتمال الوارد جدا خاصة وأن السلطات الفرنسية أكدت مرارا أنها فقدت كل خبر عن رعيتها الذي لم يظهر منذ منتصف شهر ماي الماضي شهرا بعد اختطافه في شمال النيجر قبل اقتياده إلى شمال دولة مالي. ويزداد الاعتقاد في تضاؤل الأمل في عودته بعد أن اختارت باريس لغة القوة العسكرية للتعامل مع هذا التنظيم لتحريره من خلال العملية العسكرية التي شنتها تحت غطاء أنها من تنفيذ القوات الموريتانية والتي منيت بفشل ذريع. ويبدو أن السلطات الفرنسية لجأت هذه المرة إلى استعمال القوة بعد أن اقتنعت أن الدول المعنية بإطلاق سراح إرهابيين معتقلين لديها لن يفعلوا هذه المرة على عكس المرة السابقة عندما أذعنت دولة مالي لضغوط فرنسية متزايدة وأرغمت في النهاية على إطلاق أربعة إرهابيين مطلوبين في دول الجزائر وموريتانيا والنيجر مقابل الإفراج عن الرعية الفرنسي بيار غامات الذي تبين فيما بعد أنه جاسوس في جهاز المخابرات الفرنسية. وتردد حينها أن السلطات الفرنسية دفعت فدية للخاطفين مقابل الإفراج عن هذا الجاسوس الذي راح يقتفي أثر تنظيم القاعدة في صحراء دول الساحل الإفريقي في ضرب لمصالح دول المنطقة التي تعاني من الظاهرة الإرهابية على اعتبار أن تلك الأموال ستوجه حتما إلى شراء أسلحة إضافية لقتل الأبرياء من المدنيين. وفقد رئيس بلدية ماركوسيس بالضاحية الباريسية حيث يقطن جيرمانو الأمل في عودته وقال أن حظوظ رؤيته حيا أصبحت ضعيفة جدا. وقال اوليفر طوماس أن جيرمانو يكون قد اعدم أو أن خاطفيه بصدد التحضير لفعل ذلك من حين لآخر. وهو الاعتقاد الذي ذهبت إليه مصادر استخباراتية فرنسية في دولة مالي حيث أبدت تشاؤما مفرطا في إمكانية عودته وقالت أن الأخبار حول جيرمانو ليست سارة بالمرة. وبقي مصير هذا الرهينة مجهولا منذ أول ظهور له في أحد المواقع الإسلامية يوم 14 ماي الماضي ولكن الخاطفين أغلقوا كل باب للاتصال منذ ذلك الحين بل أنهم رفضوا فكرة معاينته للاطمئنان على صحته بعد أن تردد أنها تدهورت بشكل لافت خلال الأيام الأخيرة. وبقي الغموض يكتنف مصيره إلى غاية 12 جويلية الجاري عشية الاحتفالات بالثورة الفرنسية عندما بعث برسالة استغاثة إلى الرئيس ساركوزي حيث طالبه بإنقاذه وعبر من خلالها عن مخاوف متزايدة من احتمالات إعدامه. وهي القناعة التي زادت عند رئيس بلدية ماركوسيس الذي أكد أن الهجوم العسكري الذي نفذته قوة خاصة فرنسية من 30 عنصرا وقتلها لسبعة من عناصر التنظيم ستدفع بالتنظيم الإرهابي إلى تنفيذ وعيده بإعدامه انتقاما لتلك العملية الفاشلة.