صادفناه في إحدى سهرات مهرجان الأغنية الوهرانية الذي احتضن مسرح الهواء الطلق ''حسني شقرون '' فعاليته خلال نهاية الشهر الماضي، فكانت لنا معه هذه الدردشة القصيرة والشيقة في نفس الوقت، إنه الشاب قاديرو ابن مدينة سيق التي لا تبعد عن وهران إلا ب50 كلم لكنها تابعة إداريا لولاية معسكر. ''المساء'': قبل أن نتكلم عن مشاركتك بالمهرجان، حدثنا عن بدايتك الفنية؟ الشاب قاديرو: تعلمت العزف على آلة القيتارة وأنا في المرحلة الثانوية، بعد ذلك تكونت على يد الإخوة زرقي بسيدي بلعباس، وأصبحت عازفا خلال سنتي 1984 و,1985 وشاركت في الحفلات التي كانت تقام في المتقنة التي كنت أدرس بها، لأنتقل بعد ذلك للمشاركة في الحفلات، وقد غنيت لأول مرة في سنة 1989 بالقاعة البيضوية بالجزائر العاصمة، لأساهم بعد هذا في حصص إذاعية ثم تلفزيونية، وفي التسعينيات وخلال العشرية السوداء بالتحديد، كنت أشارك في برامج الصباحيات والمسائيات بقصر الصنوبر بالعاصمة، ناهيك عن السهرات، وبعد هذا بدأت أحضر أغاني جديدة وألبومات، لأتنقل بعد ذلك لإحياء الحفلات خارج أرض الوطن كتونس وفرنسا، والآن أشارك في أغلب المهرجانات التي تقام بأرض الوطن. -لاحظنا بأنك تغيبت في المدة الأخيرة عن الساحة الفنية، ما هي أسباب هذا الغياب؟ * أنا حاضر دائما، وكلما يتم استدعائي أستجيب للدعوة، لكن تثاقلت نوعا ما، لأن تحضير أغنية يتطلب وقتا طويلا، لا سيما وأنني أكتب وألحن الأغنية بمفردي، وأرغب دائما في إنتاج رصيد له صدى ويمتع الجمهور . - كيف يقيم الشاب قاديرو الطبعة الثالثة للمهرجان، وهل أتيت بالجديد في سبيل النهوض بالأغنية الوهرانية؟ * أعتبر المهرجان مكسبا حقيقيا لمدينة بحجم وهران، والأغنية الوهرانية بصفة خاصة، ولي الشرف الكبير أن أشارك في هذا المهرجان الذي جمعني بعمالقة الغناء الوهراني الأصيل أمثال المطرب الكبير بلاوي الهواري، عبد القادر الخالدي والقائمة طويلة. - خلال مشاركتك في المهرجان أديت أغنية من التراث الوهراني الأصيل رغم أنك تغني الراي؟ * نعم أنا معروف بتأدية أغنية الراي، وهذا لا ينفي أنني نشأت على الأغاني الوهرانية القديمة، والتي صقلت من خلالها موهبتي في الغناء، وكانت انطلاقتي مع طابع الراي وخاصة أنني كنت أحتك بالإخوة زرقي، الذين أخذت عنهم الكثير في غناء الراي، خاصة أنهم من أقاربي، لأبدأ بعد ذلك في تلحين وكتابة الأغاني بمفردي، وقد كان بروزي في الساحة الفنية خلال سنة 1988 حيث أنتجت أغاني في مستوى تلك الفترة مثل '' إيما ما يمايمي ''، ''مافيكش لامان''، فضلا عن أغنية ''بلعت الباب''، ''قلعت مني النص''، ''نديها ونروح'' إلى غير ذلك من الأغاني الرايوية. - ما هو جديد الشاب قاديرو؟ * لدي ألبوم جديد سينزل إلى السوق قريبا يضم العديد من الأغاني من بينها ''شوَا هذا''، ''بصحتك من جديد''، ولعلمكم أن الألبوم سيصدر بعد شهر رمضان المعظم إن شاء الله ويضم11 أغنية مختلفة. - لقد أصبحت اليوم أغنية الراي تعتمد على كلمات رديئة جدا، قد لا تسمح بسماعها من طرف العائلات، كونها أصبحت مصدر إحراج، ما رأيك أنت كفنان؟ * هذا هو المشكل الذي يعيب أغنية الراي اليوم، ونحن نحاول إصلاحه، فنحن بدأنا بكلمات نظيفة وموزونة، وكان آنذاك مطربو الراي يعدون على الأصابع، حيث كنا ننتج أغاني رايوية بكلمات راقية، تحضر بالأستوديو، ليأتي بعدها الاعتماد على التسجيل المباشر الذي لا يخضع لا للمراقبة ولا للمتابعة، وهو ما أثر كثيرا على الفنان وعلى دور الإنتاج. - كلمتك الأخيرة لمحبيك؟ * أشكر جريدة المساء على إتاحتها لي الفرصة للقاء جمهوري الواسع، الذي أتمني أن يكون راضيا عما أقدمه وأعده دائما بالجديد الممتع والمتنوع.