فتحت وزارة الدفاع اللبنانية أمس حسابا بنكيا باسم مؤسسة الجيش اللبناني يمكن من خلاله لكل مواطن لبناني وأصحاب الهبات المالية الكبيرة المساهمة في تمويله قصد تجهيزه بأحدث المعدات لتهيئته للتصدي لأية تهديدات إسرائيلية على جنوب لبنان. ومن أجل تحفيز الشعب اللبناني بمختلف شرائحه على المساهمة في هذا الحساب البنكي أعلن وزير الدفاع الياس المر ووالده رئيس الوزراء الأسبق ميشال المر عن تقديم مساهمة بقيمة مليار ليرة لبنانية ما يعادل 666 ألف دولار. ويأتي هذا الإعلان بعد أسبوعين من التدخل القوي للجيش اللبناني الذي رد ولأول مرة على اعتداءات قوات الاحتلال في جنوب لبنان والتي أدت إلى نشوب مواجهات دامية بين الجانبين أسفرت عن استشهاد أربعة لبنانيين ومقتل مسؤول عسكري إسرائيلي سامى برتبة مقدم. وهو التدخل الذي زاد من التحام مختلف الأطراف اللبنانية حول الجيش الذي يبقى المؤسسة الوحيدة التي تحظى بالإجماع في لبنان بعدما التزمت الحياد في مختلف الأحداث الدامية التي شهدها هذا البلد خلال السنوات الأخيرة وعملت فقط من أجل توحيد صف اللبنانيين. وتكشف هذه الخطوة على أن المقاومة التي يقودها حزب الله ليست وحدها في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي خاصة في جنوب لبنان وأنها مدعومة من قبل مؤسسة عسكرية تدرك جيدا أن مهمتها الرئيسية هي الدفاع عن لبنان من اعتداءات العدو الخارجي المتمثل في إسرائيل. وسبق للامين العام لحزب الله، حسن نصر الله، أن أكد أن المقاومة لن تقف مكتوفة الأيدي في حال شنت إسرائيل أي عدوان جديد على لبنان وستتدخل لتدعيم الجيش اللبناني في مواجهة قوات الاحتلال. ويعد الجيش اللبناني من أضعف جيوش المنطقة بتعداد لا يتجاوز 60 ألف جندي ويعاني من نقص فادح في المعدات العسكرية والتجهيزات الحديثة وعادة ما يستفيد من مساعدات مالية تقدمها الولاياتالمتحدة. وتأتي خطوة وزير الدفاع اللبناني بإنشاء حساب بنكي باسم الجيش اللبناني بعد مطالبة النائب الديمقراطي هاورد برمان بتجميد مساعدة مالية أمريكية بقيمة 100 مليون دولار بداية أوت الجاري كانت موجهة لفائدة الجيش اللبناني بحجة أن هذا الأخير يتعاون مع حزب الله. وكان الكونغرس الأمريكي قرر تجميد هذه المساعدة رغم أن واشنطن أعلنت أن المواجهات التي شهدها جنوب لبنان مؤخرا لا تدفعها الى إعادة تقديراتها بشأن المساعدات المالية التي توجهها الى لبنان. يذكر أن واشنطن منحت حوالي 720 مليون دولار كمساعدة عسكرية لفائدة المؤسسة العسكرية اللبنانية منذ عام 2006 الذي شهد العدوان الإسرائيلي على لبنان وانتهى بانسحاب قوات الاحتلال بعد 34 يوما من مواجهات متواصلة بعدما فشلت في القضاء على المقاومة بقيادة حزب الله.