أشاد الفنان العراقي محمد العزاوي بالجمهور الجزائري الذي وصفه بالرقم واحد في العالمين العربي والاسلامي مؤكدا على مستواه الراقي في الاستماع والتجاوب مع الفنان، كما تحدث ضيف الجزائر عن ''الانشاد'' ومستقبله الذي يعد بالكثير إلى جانب مواضيع أخرى أثارها هذا النجم في لقائه ب''المساء''. أنت أستاذ موسيقى كيف أثر ذلك على مسيرتك الفنية؟ أنا أستاذ في تخصص المقامات لذلك فأنا مطّلع على كل المقامات العربية سواء العراقية أو الخليجية أو الشامية وحتى بعض مقامات الموسيقى الجزائرية، كما أن لي برامج عن المقامات في بعض الفضائيات العربية وأقوم بتصنيفها واستغلالها فنيا. وهذه الدراسة مكنتني من التحكم أكثر في الأداء واللحن حتى أقدم قراءة تصويرية لأي قصيدة أغنيها. كيف وجدت الجمهور الجزائري؟ أكثر من رائع سواء بسيدي بلعباس أو بالعاصمة وأرى أن سبب ذلك يعود للثقافة الموسيقية العالية التي يتمتع بها هذا الجمهور مقارنة مثلا بالجمهور الخليجي، والجمهور الجزائري لا يختلف في تذوقه للمقامات عن الجمهور العراقي أو الشامي. أنتم تملكون ثقافة موسيقية اكتسبتموها عبر تاريخكم الطويل ومن خلال التنوع البيئي والاجتماعي والتاريخي الذي انعكس على شخصية الجزائري. ألا ترى أن الجمهور الجزائري مرتبط بالمقام العراقي؟ الجمهور الجزائري مرتبط بكل ماهو عراقي كما العراقي مرتبط بالجزائري وأتصور أن ذلك راجع إلى التراث المشترك فمقامات العراق حاضرة في الوجدان الجزائري ابتداء من زرياب، إلى دار الخلافة ببغداد إلى عبد القادر الجيلاني وغيرها. برأيك ما الذي جعل ''الانشاد'' يسطع في سماء الأغنية العربية؟ أولا، لأن الانشاد يخاطب الفطرة الحقيقية للانسان والتي يشوبها التلوث، والسبب الآخر أن الناس ملت من الغناء الهابط والأداء الضعيف المنتشر في وسائل الاعلام، ناهيك عن الألحان المسروقة والمركبة والجاهزة التي لا تعمّر، بينما ملأ الانشاد هذا الفراغ بالكلمة واللحن والأداء والالتزام بالأطر الجمالية والتكنولوجية الحديثة. حدثنا عن فرقتك التي حضرت معك؟ لم تأت كل الفرقة المتكونة من 10 منشدين بل أتى 6 منهم وكلهم يملكون أصواتا ''ما شاء الله'' استمعتم إليها، كما حضر معي الملحن الكبير عبد الستار العامري المولع بالجزائر. لك علاقة مميزة مع المنشدين الجزائريين، حدثنا عن بعضهم؟ أصبحوا اليوم نجوما منهم عبد الرحمن أبو جبيلة المقيم بالامارات ونجيب عياش الفائز في الطبعة الثالثة من مسابقة الشارقة والتي كنت رئيس لجنة تحكيمها وهناك زهير فارس وكلهم يملكون طاقات جبارة. وكيف هي علاقتك بالجمهور الجزائري؟ علاقة لا توصف يكفي أنني لا أزال أحتفظ بأسماء الولاياتالجزائرية وأنطقها بشكل سليم مثل بومرداس، بسكرة، قسنطينة وغيرها حيث احييت 5 حفلات ناجحة في 2005 بالجزائر وأبهرني هذا الجمهور، وللصدق أقول أنني لم أجد أرقى ولا أجمل من الجمهور الجزائري الذي يتقن فن السمع وأقول عن تجربة إذ صلت وجلت في بقاع العالم (آسيا، أمريكا، أوربا) ولم أجد مثله. ألم تفكر في تقديم قصيد باللحن الجزائري خاصة من التراث الكلاسيكي؟ تجاوزت مرحلة التفكير وبدأت في مساع لتقديم عمل يليق بالفن الجزائري، أرجو أن ينال اعجاب الجمهور. كلمتك الأخيرة للجزائر؟ سبحان الله كلما شممت رائحة دعوة للجزائر يذهب عني التعب ولا أبالي بمشاق السفر فقط لألتقي بجمهوري فمباشرة من مطار العاصمة طرنا إلى سيدي بلعباس ثم رجعنا في أقل من 24 ساعة إلى العاصمة دون كلل أو ملل محبة في هذا الشعب العظيم بدينه وتاريخيه الوطني.