أكد رئيس البرلمان الأوروبي أن الجزائر "على الطريق الصحيح سواء فيما يتعلق بالتطور السياسي أو الاقتصادي"، منوها بعمل الجزائر "الذي كان ذا نجاعة كبيرة في مكافحتها للإرهاب والتي نجحت في الحد من هذه الظاهرة"· وأضاف رئيس الاتحاد الأوروبي في ندوة صحافية عقدها أمس، بإقامة الميثاق أن مكافحة الإرهاب "تعد من أكبر أولويات البرلمان الأوروبي ونسعى إلى أن لا يجد الإرهابيون أي بقعة في العالم يجسدون فيها أساليبهم"· وقال أن إقامته في الجزائر "قد تمت في أحسن الأحوال وأن نتائج زيارتي إلى الجزائر كانت جد مرضية"· ليردف "إنني إلتقيت في الجزائر بشخصيات بارزة ومرموقة على رأسها الرئيس عبد العزيز بوتفليقة وكذا رئيس الحكومة ووزير الشؤون الخارجية ورئيسيي غرفتي البرلمان وممثلين عن المجتمع المدني"· من جهة أخرى دعا السيد هانس جيرت بوترينغ إلى إعادة بعث مسار برشلونة الأورو متوسطي، مؤكدا الدور "الهام للجزائر بصفتها جسرا بين إفريقيا وأوروبا"، مؤكدا ضرورة تكثيف العلاقات القائمة بين بلدان حوض المتوسط· في هذا الإطار أوضح رئيس البرلمان الأوروبي "إننا نأمل إنعاش مسار برشلونة الذي كانت نتائجه إلى غاية الآن دون الطموحات التي كانت منتظرة"· وصرّح أن "الجمعية البرلمانية أوروميد لها دور خاص تلعبه في هذا الاتجاه" وأن للجزائر " أيضا دورا خاصا تلعبه في هذا المجال· وردا على سؤال حول موقفه من مشروع الرئيس الفرنسي السيد نيكولا ساركوزي المتمثل في "اتحاد أور ومتوسطي"، قال السيد بوترينغ أنه "يجب دراسة هذه المبادرة أكثر"، مضيفا أن "الرئيس ساركوزي سيتوجه إلى البرلمان الأوربي يوم 13 نوفمبر القادم وأننا نعتزم مناقشة هذا الموضوع"· غير أنه قال أن مسار برشلونة وبالرغم من النقائص التي تميزه قد "أعطى بعض النتائج مثل اتفاقات الشراكة" المبرمة بين الاتحاد الأوربي وبلدان الضفة الجنوبية لمنطقة حوض المتوسط منها الجزائر· كما أضاف أن البرلمان الأوروبي "يولي أهمية كبيرة لحوار الثقافات الذي ينبغي أن يكون مسعى دائما" ومن ثمة أضحى - كما قال - من "الضروري أن نقيم بيننا شراكات حقيقية"· وأضاف في السياق "أننا في أوروبا نريد إقامة حوار واسع مع الدول العربية ومع الجزائر بشكل خاص وذلك في شتى الميادين سيما الثقافية منها"· وكان السيد بوترينغ قد إلتقى أول أمس، مسئولات الجمعية النسوية بنات انسومر بالبليدة وعبر عن "إعجابه" بالمرأة الجزائرية وبأعضاء الجمعية من أجل "كفاحهن ضد الإرهاب"· واعتبر أن الإرهاب يمثل "أبشع سلوك للإنسان"، مؤكدا ضرورة ضمان الديمقراطية والازدهار والحرية وكذا القيم الإنسانية" في كل المجتمعات· مضيفا أنه"إذا كان الساسة يتكلمون كثيرا أحيانا فإن الجمعيات من جهتها تنشط في الميدان" معتبرا جمعية بنات انسومر "نموذجا يجب وجود الكثير منهن"· ومن جهتها اعتبرت السيدة تركية صايفي نائب بالبرلمان الأوروبي وعضو في الوفد أنه "إذا ظلت الجزائر واقفة فذلك بفضل المرأة الجزائرية"· قبل ذلك قدمت رئيسة الجمعية السيدة دليلة زكال وكذا أعضاء من جمعية بنات انسومر للبرلمان الأوروبي عرضا وجيزا عن أهداف ونشاطات جمعيتهن لا سيما "في الفترة التي استشرى فيها الإرهاب في المنطقة وظلت النساء على ثقة بمستقبل في كنف التراحم والتسامح" · كما قدمن مشروعهن "عدالة" المتعلق بالمساعدة القضائية للنساء والأطفال· للإشارة ختم رئيس البرلمان الأوروبي زيارته أمس للجزائر حيث استغرقت أربعة أيام· *