" هل النقد علم أم فن؟" ، "النقد الفني بين السينما والتلفزيون" و" النقد الفني بين التكوين، الممارسة والهواية"، هي المحاور الثلاثة التي أدرجت في برنامج "ملتقى النقد الفني في السينما والتلفزيون"، الذي افتتحه أمس بفندق الشيراتون، وزير الاتصال السيد عبد الرشيد بوكرزازة، وذلك في إطار الطبعة الخامسة للفنك الذهبي· وبهذه المناسبة، أكد ّ السيد بوكرزازة، على أهمية النقد الفني في الوصول الى المادة الفنية ذات الجودة الرفيعة، التي تعتبر مطلبا ومبتغى الجمهور والنقاد معا· مضيفا أن الجمهور الجزائري صعب الاستمالة وقاس في أحكامه، خاصة فيما يتعلق بالمنتوج الفني الوطني، وهذا راجع إلى بحثه عن الأفضل دائما· من جهته، اعتبر المدير العام للتلفزيون الجزائري ورئيس مؤسسة "الفنك الذهبي" السيد حمراوي حبيب شوقي، أن الإيمان بفكر ة إنشاء طبعة "الفنك الذهبي" منذ خمس سنوات، مكنت من تكريس هذا التقليد وترسيخه· وتميزت صبيحة اليوم الأول من فعاليات هذا الملتقى، الذي تختتم أشغاله اليوم، بعرض ثلاث مداخلات، الأولى كانت للدكتورالجزائري محمد بن صالح الذي تحدث عن واقع النقد السينمائي والتلفزيوني بالجزائر، فقال أنه لا توجد فضاءات خاصة بالنقد ولا حتى على مستوى الجامعات· مضيفا أن الناقد ليس ذلك الذي يصدر أحكاما وكفى، بل يجب ان يكون خبيرا في المجال الذي ينقده، فعملية فهم ميكانيزمات النقد وتفسيرها للجمهور ليست بين أيدي الجميع· الدكتور بن صالح ، رأى أيضا أن وسائل الإعلام تتعامل مع المنتوج الفني، إما بالمدح الكبير أو الذم الكبير، بينما من الضروري أن يتسم الناقد بالذكاء والاحترافية، أي من الواجب تفسير الناقد لرأيه وأن لا يختص في إصدار أحكام وفقط· أما الدكتور السوري، رفيق الصبان، فقد تطرق في مداخلته إلى جنّة العمل الجيد، حيث أكد أن دور الناقد يكمن في مسك يد الجمهور وادخاله إلى جنة العمل الجميل· كما أن الناقد الحقيقي حسبه هو الذي يستطيع اقتحام الأسوار التي يبنيها المبدع حول نفسه وأن يأكل من الفاكهة السرية· وعن النقد السينمائي، بالخصوص، أشار الدكتور إلى أن السينما فن عجيب وعالم ساحر، فهو بناء وتشييد وموسيقى ورقص وإحساس وغيرها، لذلك يجد الناقد نفسه أمام كتلة مختلفة الألوان والأشكال، وهنا تنشأ الرؤية الذاتية التي تعتبر في حد ذاتها خلقا إبداعيا آخر، وبالتالي النقد الحقيقي هو إبداع ينطلق من إبداع آخر، وهو مهما اتصف بالعلمية الموجوبة، وهو ينبع من أعماق الإنسان، فهو نقد ذاتي، بالإضافة الى أنه يحاول أن يجد مفتاح لغز جميل عن طريق العشق· بالمقابل، تحدثت الناقدة المصرية، خيرية محمد إبراهيم البلشاوي، عن ضرورة تسلح الناقد بأدوات علمية، وأن لا يقتصر على العاطفة والانطباع الأول، خاصة أن الفيلم السينمائي مثلا لم يعد مجرد منتوج ثقافي وحسب، بل تحوّل أيضا إلى منتوج صناعي وتجاري· وأضافت أن الناقد وسيط جماهيري قوي جدا، ينقل المشاعر من خلال الأدوات العلمية·