استفادت سلطة ضبط الكهرباء والغاز في إطار تنفيذ برنامج دعم اتفاق الشراكة بين الجزائر والاتحاد الأوروبي من برنامج تكوين وتبادل للمعارف موجه لفائدة تقنيين ومسؤولين عن التوزيع وتحسين خدمات الكهرباء والغاز. واحتضن فندق الهيلتون بالجزائر العاصمة أمس أول ورشة من نوعها في إطار تجسيد هذا التعاون وشارك فيها أكثر من ستين تقنيا وإطارا تابعين لسلطة ضبط الكهرباء والغاز ولشركات التوزيع مكنهم من الاطلاع على تجارب كل من فرنسا وإيطاليا في هذا المجال. ونشط نائب مدير سلطة ضبط الكهرباء والغاز الايطالية السيد لوكا لو شيافو محاضرة متبوعة بنقاش حول ''نوعية عمليات التزويد بالكهرباء: تجربة ايطاليا''، ومن جهته؛ قدم السيد ألان دولي المكلف بمهمة في كهرباء فرنسا عرضا حول نوعية خدمات توزيع الكهرباء في فرنسا. وجاء تنظيم هذه الورشة في إطار برنامج دعم اتفاق الشراكة مع الاتحاد الأوروبي المعروف اختصارا ب''بي 3 أ'' الموجه للإدارات الجزائرية ووقع الاختيار على مؤسستين، فرنسية وإيطالية في عرض تقدمت به عدة دول أوروبية بغرض نقل تجربتها للطرف الجزائري في سياق تعزيز التعاون الثنائي بين الاتحاد والجزائر. وذكر مدير برنامج دعم اتفاق الشراكة مع الاتحاد الأوروبي الموجه للإدارات الجزائرية السيد عيسى زلماطي أن هذه الورشة تشكل حلقة جديدة في مسار استفادة هيئات عمومية وطنية من الخبرة الأوروبية في مجال تسيير العديد من القطاعات والتي توجت الى حد بعقد أكثر من 51 ورشة خصت قطاعات المالية والعدالة والصناعات التقليدية والموارد المائية والصناعة. وتوقع أن تفتح هذه الورشة المجال أمام عمليات تعاون أخرى في المستقبل في إطار برنامج ''بي 3 أ ''2 المرصد له مبلغ 24 مليون أورو وب''بي 3 أ ''3 المرصد له مبلغ 30 مليون اورو. ومن جهته أكد رئيس سلطة ضبط الكهرباء والغاز السيد نجيب عثمان في تدخله أن مثل هذه الورشات تشكل فرصة لتبادل المعلومات والأفكار حول الخدمة العمومية للكهرباء والغاز ومن شأنها أن تفتح المجال واسعا أمام الاستفادة من الخبرة الأوروبية في مجال تحسين نوعية الخدمات. وأوضح أن اختيار سلطة الضبط للتجربتين الايطالية والفرنسية بين تجارب دول أوروبية أخرى عرضت خدماتها على الطرف الجزائري لم يكن اعتباطيا بل ارتكز على التطور المسجل في تجارب البلدين في هذا المجال. وأكد أن الهدف من هذه الورشة هو المساهمة في ترقية قطاع الكهرباء والغاز وجعله بالنظر الى أهميته في تطوير الاقتصاد الوطني. ومن جهته؛ ذكر ممثل الاتحاد الأوروبي المكلف بالملفات الطاقوية السيد أنطوان فاندر ألست أن هذا التعاون سيسمح في المستقبل بتجسيد مشروع اندماج سوق الكهرباء المغاربية مع السوق الأوروبية وهو مضمون الاتفاق الموقع قبل أشهر بالجزائر بين الطرف الأوروبي ووزراء الطاقة المغاربية. ونظمت الورشة في شكل محاضرات متبوعة بنقاش سمحت للجانبين الأوروبي والجزائري بالتطرق إلى كافة الجوانب الإدارية والتقنية في عملية توزيع الكهرباء وكيفيات ترقية هذه الخدمة على نحو يسمح بجعلها تستجيب لما هو منتظر من الزبائن سواء المصنفين في خانة ''الكبار'' مثل المؤسسات والمصانع أو المصنفين في خانة ''الصغار'' أي الأسر.