يبدو أن المحاولات المتكررة لكسر الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة ستؤرق حكومة الاحتلال التي ورغم هجومها الدامي أواخر ماي الماضي على أسطول الحرية لم تستطع أن تثبط عزيمة المتضامنين الإنسانيين الدوليين المصرين على دخول غزة. ومجددا منعت قوات الاحتلال الإسرائيلي أمس مركبا صغيرا يقل عشرة متضامنين من دعاة سلام يهود جاءوا من إسرائيل وأوروبا وأمريكا، من الرسو في ميناء غزة بعدما طوقته في عرض مياه البحر الأبيض المتوسط. وقال أحد أعضاء الفريق المتواجد على متن هذا المركب إن حوالي عشرة بواخر حربية إسرائيلية أرغمت القارب على تغيير مساره باتجاه ميناء اسدود بجنوب إسرائيل. وقال أمجد الشوا منسق الحملة الدولية ومنسق شبكة المنظمات الأهلية في قطاع غزة إن البحرية الإسرائيلية طالبت من القارب التوجه إلى ميناء أسدود الإسرائيلي. وأضاف ''أبلغنا المتضامنون على متن المركب على بعد 20 ميلا من شاطئ غزة أنهم تلقوا اتصالا من البحرية الإسرائيلية بالتوجه إلى ميناء أسدود''. وكان القارب يحمل مساعدات رمزية لسكان غزة مولتها فروع مختلف لمنظمة ''يهود أوروبيون من أجل سلام عادل'' والتي قدمت مساعدات بقيمة 23 ألف و500 اورو تمثل في حوالي 20 ألف كتاب. ويبدو أن إسرائيل تفادت هذه المرة استخدام القوة ضد هذا القارب لأنه كان على متنه دعاة سلام يهود من جهة ومن جهة ثانية لأن تداعيات الهجوم الدامي على أسطول الحرية والذي راح ضحيته تسعة متضامنين أتراك لا تزال متواصلة. وفي سياق هذه التداعيات توقفت أمس قافلة تضم حوالي 40 سيارة متوجهة إلى غزة بمدينة اسطنبول التركية لتخليد ذكرى الأتراك التسعة الذين قتلوا على متن سفينة ''مافي مرمرة'' إثر تعرضها لهجوم البحرية الإسرائيلية في أعالي البحار. وقال جورج غلاوي النائب البريطاني السابق والذي يقود هذه القافلة الإنسانية ''إننا نحيي شعب هذا البلد العظيم وخاصة عائلات الشهداء الذين سقطوا في 31 ماي الماضي إثر الهجوم الهمجي الذي اقترفته الدولة الإرهابية لإسرائيل''. وأضاف غلاوي الذي دعا إلى رفع تام للحصار على غزة إن ''إسرائيل شنت هذا الهجوم من أجل إرهاب العالم وتثبيط عزيمة الناس من أجل ترك غزة تواجه مصريها لوحدها ولكن لن نتخلى أبدا عن سكان غزة''. وتتضمن القافلة البرية التي نظمتها جمعية ''تحيا فلسطين'' التي يقودها غلاوي حوالي أربعين سيارة منها سيارات إسعاف مجهزة بأحدث التقنيات وشاحنات محملة بمساعدات طبية وغذائية لفائدة سكان قطاع غزة المحاصر. وكانت انطلقت من العاصمة البريطانية لندن في ال18 سبتمبر الجاري مرورا بالعاصمة باريس ومدينة ليون الفرنسية وميلان الإيطالية وتيسالونيك اليونانية قبل أن تصل مساء أول أمس إلى اسطنبول. ومن المقرر أن تواصل القافلة التي تحمل على متنها حوالي 90 متضامنا يمثلون أكثر من 20 بلدا طريقها باتجاه سوريا حيث تنظم إليها قوافل أخرى من كل من الجزائر والأردن ودول الخليج العربي. ثم تتجه هذه القوافل باتجاه مصر من أجل الدخول برا إلى قطاع غزة عبر معبر رفح.