اقتادت القوات الإسرائيلية أمس باخرة راشيل كوري عنوة إلى ميناء اسدود بجنوب إسرائيل وهي التي كان طاقمها مصرا على مواصلة رحلته إلى ميناء قطاع غزة لتسليم سكانه المساعدات الإنسانية في خطوة رمزية لكسر الحصار الإسرائيلي المفروض على هذا الجزء من الأراضي الفلسطينية منذ ثلاث سنوات. وتوقفت رحلة الباخرة الايرلندية أمس في عرض المياه الدولية بعدما اعترضت طريقها البحرية الإسرائيلية وأجبرتها على تغيير مسارها باتجاه ميناء أسدود بجنوب إسرائيل. وتكون بذلك إسرائيل قد كررت نفس السيناريو الذي حدث منذ ستة أيام مع أسطول الحرية لكن هذه المرة بفارق واحد وهو أن قواتها لم تستخدم النار ولم يسقط ضحايا في صفوف المشاركين الذين لم يبدوا أي مقاومة وانصاعوا لأوامر الإسرائيليين. واستولت البحرية الإسرائيلية على الباخرة بعد أن تجاهل طاقم الباخرة الأوامر المرسلة إليه بضرورة تغيير مسارها باتجاه ميناء أسدود ومنعتها من التوجه إلى قطاع غزة. وبعد اقتحامها أقدم جنود الاحتلال على تفتيش الباخرة التي سيتم تفريغ حمولتها في ميناء اسدود. ونددت منظمة حملة التضامن الايرلندية الفلسطينية المتواجد مقرها بالعاصمة دبلن والتي تكفلت بتجهيز باخرة راشيل كوري بتغيير مسارها بالقوة واختطاف ركابها من قبل القوات الإسرائيلية. واحتجت المنظمة على إقدام جيش الاحتلال بالاستيلاء على الباخرة الإنسانية الايرلندية وقالت ''ان ذلك تم للمرة الثانية في اقل من أسبوع، حيث أقدمت القوات الإسرائيلية على عملية قرصنة ضد باخرة خالية من السلاح''. وتحمل الباخرة ما لا يقل عن 1200 طن من المساعدات الإنسانية من معدات طبية وكراس كهربائية متحركة إضافة إلى مواد بناء كما يوجد على متنها حوالي 15 متضامنا من بينهم شخصيات رفيعة المستوى من سياسيين وبرلمانيين ايرلنديين وماليزيين. وكانت الباخرة التي حملت اسم المتضامنة الأمريكية ''راشيل كوري'' التي قتلت عام 2003 تحت عجلة جرافة إسرائيلية تأخرت عن الوصول بسفن أسطول الحرية بسبب بعد المسافة لكن طاقمها فضل مواصلة الرحلة رغم الهجوم الإسرائيلي الدامي على أسطول الحرية. وقصد تفادي تكرار سيناريو أسطول الحرية الدامي دخلت الولاياتالمتحدة على الخط وأجرت اتصالات مكثفة مع الحكومتين الايرلندية والإسرائيلية. وقال مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية للشؤون العامة فيليب كراولي ان ''الجميع يريدون تجنب وقوع مواجهة أخرى وتفادي تكرار أحداث الاثنين المأساوية'' في إشارة إلى مقتل تسعة أشخاص وإصابة العشرات ممن كانوا على متن أسطول الحرية بعد أن هاجمتهم القوات الإسرائيلية في المياه الدولية صباح الاثنين الماضي. وباقتياد باخرة راشيل كوري إلى ميناء اسدود تكون حكومة الاحتلال قد نفذت تهديداتها بعدم السماح لأي سفينة مهما كانت من كسر الإغلاق البحري الذي تفرضه على قطاع غزة المحاصر. ورغم أن محاولة أسطول الحرية الذي سعى منظموه لكسر الحصار الإسرائيلي على غزة انتهت مغامرته من دون تحقيق هذا الهدف، إلا أن الأهم يكون قد تحقق بعد أن انكشف الوجه الإجرامي لإسرائيل أمام أعين العالم الذي بقي طيلة ثلاث سنوات كاملة مديرا ظهره لأكثر من مليون ونصف مليون فلسطيني حرموا من أدنى متطلبات الحياة.