يتزامن اليوم العالمي للسياحة الذي أحيته الجزائر هذه السنة تحت شعار ''السياحة والتنوع البيئي''، مع المنجزات التي تدعم بها القطاع السياحي بالولاية بفضل برامج الخماسي الأول 2005/ 2009 التي عززت القطاع لدفع حركية النشاط السياحي، خصوصا وأن السلطات الولائية أخذت على عاتقها تثمين جهود الدولة لتوعية المجتمع بأهمية السياحة لتغطية القطاع وتدعيمه بالهياكل اللازمة ضمن مخطط وطني لبعث السياحة. في هذا الصدد، كشف والي باتنة، السيد عبد القادر بوعزغي، عن الغلاف المخصص لبعث السياحة في إطار برنامج الخماسي الجديد ووصف الغلاف المالي المخصص للولاية ككل في إطار مخطط الخماسي الجديد والمقدر ب 232 مليار و30 مليون دينار رصد منه لقطاعي البيئة والسياحة 14 مليون دج . وأوضح في هذا الخصوص أن القطاع استفاد من ثلاث دراسات جديدة من شأنها ترشيد واستغلال الإمكانات السياحية، تتعلق بدراسة إنجاز مخطط توجيهي للسياحة، استغلال منابع المياه المعدنية، إنجاز وتجهيز مركزين للإعلام والتوجيه السياحي. وتنكب الجهود على استغلال مكملات السياحة التي تزخر بها الولاية من معالم أثرية وتاريخية وحمامات معدنية، في ذات السياق، تعزز القطاع الثقافي في إطار برنامج الخماسي المنقضي بدراسة وإنجاز مسرح الهواء الطلق الذي أنجز واستقطب فعاليات الطبعة ال 32 لمهرجان تيمقاد الدولي في الصائفة المنقضية، إضافة إلى دراسات شملت ترميم عدة مواقع أثرية بتيمقاد، تازولت، مدغاسن، طبنة، بوزينة، ثاقوست إمنطان وتيغانيمين، فضلا عن فنادق جديدة للخواص، وإعادة الاعتبار للمسرح الجهوي الذي أصبح تحفة فنية بعد إعادة ترميمه وعملية مماثلة بدار الثقافة ودراسة لإنجاز مكتبة جهوية بالمركب الثقافي الرياضي استلمت بداية الموسم الدراسي الجديد، إضافة إلى عملية توسيع المدرسة الجهوية للموسيقى، فضلا عن إنجاز دراسة لإعادة الاعتبار لقصور مدوكال، لتبقى شرفات غوفي ظل السياحة بالأوراس الكبير وهبة السماء للأرض وكنزا من الكنوز التي تزخر بها المنطقة التي يجب ألا تبقى خربات تغطيها طبقات التراب كما هو الحال بطبنة الآن، وهي ترقد تحت التراب بمدينة بريكة. كما شهد مركز التعذيب ''لوكا'' عمليات ترميم بقيمة 08 ملايير سنتيم، فضلا عن عمليات لإعادة الاعتبار لعدد من مساجد الولاية وإنجاز مدارس قرآنية ضمن 07 عمليات بغلاف مالي يقدر ب 130 مليون دينار. والمتعارف عليه أن ولاية باتنة بحكم موقعها الجغرافي المتميز، تعد قبلة للسياح كلما وظفت الإمكانات السياحية المتوفرة، إذ أن عينة المقومات السياحية بالمنطقة والتي هي ليست بمنأى عن معوقات السياحة، التي لا تفتقد لأدوات تعريفها في وجود مبادرات للجهات المختصة والمسؤولة عن القطاع السياحي والمطالبة في عملها الدؤوب لإرساء قواعد طفرة سياحية كبيرة في انتظار تجسيد كل مشاريع الخماسي الجديد. علما أننا كنا قد قابلنا والي ولاية باتنة في وقت سابق وأكد في أشغال دورة من دورات المجلس الولائي السابقة، على أهمية هذه البرامج التي تأخذ في الحسبان أهمية بعث السياحة بالمنطقة. ويعد ضريح مدغاسن النوميدي من بين المواقع السياحية التي حفظت للتراث هيبته وجمعت بين الأصالة والعمران، على غرار شرفات غوفي التي تعكس ثقافة السكان المحليين الذين يأوون المساكن الحجرية القديمة التي بنيت في أخدود بين مرتفعين صخريين يتخللهما الوادي الأبيض، وفي أسفل الوادي تنتشر أشجار النخيل والزيتون وتوجد حول محيط الشرفات جبال شامخة ومضائق صخرية في غاية من الجمال الأخاذ. هذا وباتت المواقع السياحية بالولاية، تشكل قطاعا اقتصاديا اكتسب كثيرا من الأهمية في مجال صناعة السياحة التي تفتح فرص الاستثمار السياحي بالمنطقة وتخلق فضاءات بالمنطقة من خلال الأنشطة المتنامية، التي يمكن أن تخلقها السياحة ولو طالت يد الإنسان وعبث الطبيعة بأسرارها دون النيل من سحرها، بعدما صارت وسيلة فعالة في ركن التعارف الحضاري بين الشعوب وجسرا لا يجذب سوى حركة الاستثمار.