تعرف دار »المعرفة« للنشر بتقاليدها الراسخة في مجال الطبع والتأليف والبحث الدائم عن اهتمامات القارئ الجزائري لشده نحو الكتاب، كما تسعى المعرفة الى سد بعض الفراغ الذي يعانيه النشر عندنا خاصة من حيث تناول جوانب من تاريخنا الوطني. دخلت »المساء« مكتبة »المعرفة« التي تعج بمختلف العناوين ووجدت ان الوافدين إليها ليسوا بالعدد الهائل وفي هذا الشأن أكدت وسيلة شيتة المكلفة بالبيع داخل المكتبة ل»المساء« أن الاقبال على الكتاب كان دوما محتشما وعلى امتداد السنة، الأمر الذي أكده زميلها سعيد نايلي الذي اشتكى من شبه غياب الزبائن رغم الاغراءات المقدمة. يشكل الأطفال رقما مهما من حيث الحضور، إذ تؤكد شيتة أنهم يفرضون على آبائهم الدخول الى المكتبة لاختيار ما يرغبون من كتب متنوعة. وتعرض الدار إنتاجها الخاص بالأطفال والمتمثل في سلسلة »المعرفة« وسلسلة »أبطال وطني« وغيرها من كتب الترفيه والتربية. يتوافد على المكتبة أيضا -رغم قلتهم- السواح الأجانب الفرنسيين منهم، وأهم ما يشدهم كتب التاريخ والأدب وغالبا ما يقتنون كتب تاريخ الجزائر منها مثلا »أغنى ساعات الجزائر« و»حرب الجزائر« وغيرها، اضافة الى روايات كاتب ياسين وكتب الفن والسياحة ومختلف الكتب التي تصور حياة الجزائريين منها مثلا »لباس الجزائر« لليلى بلقايد. بالمقابل، يميل الزبائن الجزائريون المقيمون بالمهجر الى إقتناء كتب الاطفال خاصة فيما يتعلق بتعليم اللغة العربية. فيما يكتفي جمهور آخر من الزبائن بتصفح مايعرض من باب الفضول خاصة المترددين على ساحة كيتاني التي تقع قبالة المكتبة. النشر مسؤولية مهنية وإبداع تتميز هذه الدار بتعاطيها المكثف مع الكتاب التاريخي حيث نشرت العديد من الكتب الخاصة بتاريخ الجزائر حرصا منها على سد نقص تعانيه ساحة النشر عندنا في هذا المجال. في هذا الإطار صرح مدير النشر للدار السيد فيصل هومة في لقائه مع »المساء«، أنه لا حظ ان الجزائري يحصر تاريخ بلاده في فترة معينة من الفترات بينما تاريخ الجزائر متنوع وضارب في أصول التاريخ البشري. إضافة إلى أن أغلب ما يعرض من كتب التاريخ الوطني كتبها فرنسيون وبالتالي كانت الإلتفاتة الى هذا الجانب أكثر من ضرورية. يقول السيد هومة »نحاول أن نقنع القارئ العادي بأن الجزائر ليست وليدة تاريخ 1830 بل هي موجودة قبل هذا التاريخ بآلاف السنين كدولة وكشعب، كما نحاول أن نلم بجوانب أخرى من تاريخنا الحديث لم يتم التطرق إليها، خاصة مثلا فيما يتعلق بتاريخ الحركة الوطنية وتاريخ الثورة هذه الأخيرة التي مازالت تكشف لنا أسرارها إلى اليوم«. فيما يتعلق بكتاب الطفل أكد السيد هومة أن الدار تلبي احتياجات الطفل الفكرية والفنية وهي بالتالي تكمل عمل الأسرة والمدرسة. السيد هومة تحدث أيضا عن اهتمام الدار الكبير بالكتاب الأدبي خاصة الرواية التي هي أجود أنواع الكتب. أما فيما يتعلق بفترة الدخول الإجتماعي لهذا الموسم، فستصدر »المعرفة« كتبا جديدة منها كتاب عن »مدن الجزائر: ثقافة وتاريخ« من تأليف مجموعة من الأساتذة والمؤرخين الذين يستعرضون تاريخ المدن الجزائرية منها العاصمة، قسنطينة، غرداية، وهران، تمنراست وغيرها. هناك أيضا كتاب سيصدر بعنوان »كتب تاريخية لفرنسيين« وكذلك ترجمة لكتاب »رؤساء الجزائر« لرابح لونيس. من جهة أخرى قررت »المعرفة« إهداء مقر تابع لها بالمركز التجاري ''القدس'' بالشراقة للساحة الثقافية، حيث ستخصص هذا الفضاء للكتاب يتم فيه استضافة المؤلفين لتقديم كتبهم للجمهور وللصحافة وفتح حلقات نقاش وقراءة معهم حتى وإن كانت كتبهم مطبوعة في دور نشر أخرى المهم -حسب السيد هومة -أن تقدم أعمالهم وتناقش بحضور شخصيات ثقافية وأكاديمية معروفة، وطبعا سيكون لهذه المبادرة أثرها في جلب الجمهور للقراءة مؤكدا أن هذا الفضاء سيفتتح أثناء أو بعد المعرض الدولي للكتاب الذي سيقام هذا الشهر . للتذكير فإن هذا الفضاء سيحمل شعار »الكتابة ما بين السطور«.