تلجأ العديد من العائلات الجزائرية قبل أيام قليلة عن عيد الأضحى المبارك إلى التوفير والتقشف وضبط الميزانية الخاصة بشراء أضحية العيد، خاصة في ظل احتمال ارتفاع أسعار هذه الأخيرة الى مستويات أعلى عما كانت عليه خلال المواسم الفارطة نتيجة عوامل عديدة، من بينها المرض الذي أصاب رؤوس الماشية في بعض الولايات، بالإضافة إلى تغير الظروف المناخية وكميات الامطار المعتبرة التي تساقطت في الفترة الأخيرة، ناهيك عن الإقبال الكبير على بعض الأنواع والسلالات الجيدة من طرف المواطنين الجزائريين الذين يثقون كلية في لحومها. ولهذه الأسباب بدأ الكثيرون بشد أحزمتهم، والتوفير قدر المستطاع أو اقتطاع جزء من كل مرتب بالنسبة للعائلة التي تضم عددا من الأفراد العاملين، وهو ما يعتبر حلا مناسبا، أما بالنسبة لمن لا تتوفر لهم هذه الإمكانية، فإنهم انطلقوا في رحلات البحث والتقصي عن المناطق التي تعرف وفرة في الإنتاج بأسعار مناسبة، كما بعض العائلات فضلت الاتصال بأقاربها ومعارفها المتواجدين ببعض المناطق السهبية والداخلية لأجل شراء أضحيات العيد مسبقا. ويبدو الاشتراك في أضحية واحدة الحل الأنسب بالنسبة للبعض الآخر، وهو ما دأب عليه الكثيرون منذ فترة، حيث يقول أحد المواطنين إنه يتفق كل سنة مع شقيقه على شراء أضحية واحدة ما يكلفهما مبلغا ماليا أقل، ويساهم في إدخال الفرحة والبهجة الى قلوب الأطفال، ويرحم جيوبهما. من ناحية أخرى اعتبر أحد المواطنين أن اقتناء أضحية العيد قبل فترة طويلة من العيد ليس حلا مناسبا لجميع العائلات إلا للذين يملكون مكانا يتركونها فيه، كحديقة المنزل أو غرفة إضافية أو بالسطح أما بالنسبة لبقية العائلات فإنها لا تتمكن من ذلك، حتى وإن قامت بجلبه قبيل العيد بأيام، بالإضافة الى أنه ما توفره في سعره تنفقه في شراء الكلأ والعلف ما يعني أن المصاريف لا تتغير.