تحت شعار ''في حب الكلمة المقروءة'' أشرف أمس حاكم الشارقة الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي على تدشين الطبعة ال29 للمعرض الدولي للكتاب بالشارقة الذي استقطب زهاء 789 دار نشر، منها 117 إماراتية، 387 عربية و285 أجنبية، تضم في مجملها 200 ألف عنوان، معظم دور النشر من الإمارات، لبنان، مصر والسعودية، غير أن الحضور المغاربي والجزائري كان شبه معدوم، بسبب تزامنه مع معرض الجزائر الدولي للكتاب. لأن دولة الإمارات صارت في وقت قصير منطقةَ جذب اقتصادي وتجاري واستقطاب للاستثمارات العالمية، فإنها تسير في طريق افتكاك لقب ''عاصمة الثقافة والعلم'' بكل جدارة، فقد تحولت إلى قبلة لأهل الكتابة والتأليف، وملتقى لأكبر دور النشر العربية والأجنبية، وذلك متأتّ من الاستراتيجية المُحكمة والحكيمة التي أطلقتها الحكومة وتضم مشاريع ضخمة في مجال العلوم والثقافة، التي تخدم إلى جانب التأليف والترجمة مجالات عدة منها المسرح، الشعر وتتلاقى كلها في دفع عجلة التنمية الفكرية والثقافية المحلية وتصديرها في صورة عصرية وأصيلة نحو مختلف الأمم. وقال حاكم الشارقة الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي في كلمته الترحيبية أن معرض الشارقة هو إحدى ركائز المشروع الثقافي، وأنه ليس تنظيراً للثقافة وإنما تفعيلاً لها، مذكراً بمساهمته في مناسبات عالمية، واصطحابه لأهل الفكر والإبداع، وأوصى بعدم تضييع زماننا والاهتمام بما ينفع، وعدم ترك الخارج يملي علينا ما يشاء، مشيراً إلى عدم اهتمام العرب بنشر الثقافة والفكر العربيين والإسلاميين في العالم، مذكراً بمؤلفاته ال87 عنواناً بالألمانية التي نشرت، وهو الذي نشر كتاب ''سرد الذات''، كما قام بتوقيع النسخ الأولى من كتابه الجديد بعنوان ''حديث الذاكرة''، ووعد بكتاب جديد معنون ب''كشف الحساب لتنوير الألباب''. وقام رفقة بعض الشخصيات الفكرية بتكريم العديد من الكتاب والمؤلفين ودور النشر، حيث نالت جائزة ''شخصية العام'' السيدة ''إيزابيل أو الهول'' التي ولدت بالمملكة المتحدة وتعيش في الإمارات العربية منذ 1969 وبذلت جهداً في التعليم بمدارس الإمارات، وأفضل كتاب إماراتي لمؤلفه أحمد محمد عبيد بعنوان ''شعر كعب بن معدان الأشقري''، وفي مجال الدراسات لمؤلفته فاطمة حمد المزروعي بعنوان ''المنافرات في أدب قبل الإسلام''، أما في الترجمة فنال الجائزة كتاب ''سر النار... هنينغ مانكل'' لمؤسسة محمد بن راشد أل مكتوم، وكان أفضل كتاب إماراتي مطبوع عن الإمارات بعنوان ''القرن الجديد اتجاهات الفن التشكيلي في الإمارات بعد العام ''2000 لمعده ''علي العبدان''، وبالنسبة لأفضل دار نشر عربية كانت من نصيب ''مكتبة الإسكندرية'' المصرية، والأجنبية لمؤسسة ''موتيفيت للنشر'' البريطانية، وعادت جائزة أحسن كتاب لمؤسسة دار الفكر للطباعة والتوزيع السورية لكتاب بعنوان ''الإسلام ليس إيديولوجيا''. وحسب العارضين والزوار الذين التقتهم ''المساء'' التي تغطي حصرياً هذا الحدث الكبير فإن الطبعة التاسعة والعشرين تعد محطة أخرى تتلاقح فيها الأفكار وتُتبادل فيها التجارب، في مجال الكلمة المقروءة التي نحتَ منها منظمو التظاهرة عنواناً لهذه السنة، وربطوها بترغيب وتحبيب القارئ. وفور الافتتاح الرسمي لهذه لتظاهرة التي تدوم إلى غاية السادس نوفمبر القادم هبت جموع الجماهير المتعطشة للكلمة المقروءة، وللشارقة كقطب ثقافي رائد تقاليد راقية في الاهتمام بعالم الكتاب. ويؤكد من التقيناهم استمرار المسيرة الثقافية بالإمارات العربية المتحدة التي بدأت بواكيرها منذ الثمانينات، وهي استراتيجية إماراتية مكرسة لتكون الشارقة عاصمة الثقافة العربية والعمل على جعلها مركز استقطاب لحراك ثقافي فاعل، بدأ يعطي نتائج إيجابية في التنمية الثقافية، ومنه هذا المعرض الكبير. الناشرون المغاربيون...الحضور المحتشم الملاحظ أن دور النشر المغاربية كانت شبه غائبة، ومنها الجزائرية التي كانت الغائب الأكبر بدار نشر واحدة ''المكتبة الخضراء''، وتونس التي ساهمت بدار واحدة، إضافة إلى اتحاد الناشرين التونسيين، أما المغرب فكان أحسن حالا بخمس مشاركات منها وزارة الثقافة وليبيا بثلاث مؤسسات، ويفسر بعض ممثلي اتحاد الناشرين التونسيين أن غياب دور النشر المغاربية كان بسبب معرض الصالون الدولي للكتاب بالجزائر الذي استقطب أغلبيتها بلا شك.