المرحوم الدكتور عبد الله شريط يحضر الصالون الدولي الخامس عشر للكتاب ويعلن عن لسان المجاهد الأستاذ عبد الحميد مهري وعثمان شبوب أنه ما يزال ينير طريق الفكر ويحدق في المستقبل بعين الواقع برؤية مفكر وبقلب أديب وبصلابة مجاهد، في وقفة ترحمية واستذكارية مساء أول أمس. استهل الكلمة التذكارية الأستاذ عبد الحميد مهري أمام حضور مكثف من المثقفين والجامعيين والتاريخيين استعرض خلالها مسيرة المرحوم الدكتور عبد الله شريط واعتبره واحدا من بين أبناء الجزائر الذين أسهموا بنضالهم وفكرهم في تحرير الجزائر. كما أكد الأستاذ مهري أنه التقى بالراحل مرارا وأن ما جمعه به رابط النضال والصداقة والفكر الى أن رحل إلى الدار الباقية. أما عن الجوانب الفكرية والنضالية فيعتبرها الأستاذ مهري كبيرة واسهاماته ''ستظل منبعا للتفكير ولإثراء الأجيال المقبلة، فقد سبقني إلى تونس وتخرج منها وذهب إلى المشرق وعرفته من أثره المتبقي من خلفه مع المرحوم الشاذلي المكي، والتقيت به عند عودته من المشرق وكان لقائي به لقاء سياسيا حيث كنت كطالب أمثل حزب الشعب الجزائري لدى الحزب الدستوري الحر''. ويضيف الأستاذ مهري ''أن من بين النشاطات التي كنا نقوم بها تلك التي تتعلق بالحركة الوطنية وتنظيمها للجالية الجزائريةبتونس والعلاقات مع الحزب الدستوري الحر''. أما عن ثقافة الدكتور عبد الله شريط فقد كشف مهري أنه كان في بدايته شاعرا، وبعد تقدمه في السن تعاطى الفلسفة وأصبح لا يعير وزنا لشعره وانصرف الى النشاط الفكري حيث كان خلدوني النزعة فقد كان ابن خلدون المنطلق والنهاية ممضيا فكره في قضايا العصر بحصافة وجرأة وتفتح. كما ساهم في الحركة الوطنية عندما عاد إلى تونس يضيف الأستاذ مهري حيث كان التنظيم السري لحزب الشعب الجزائري حيث كنت أترأسه ويضم بعض الاخوة من تونس أمثال الطاهر يقة رحمه الله. وجاء عبد الله شريط يحمل قلمه فانضم الى المجموعة وكان العمل هو توزيع المناضلين على الصحف مثل ''النهضة''، ''الزهرة''، ''الحزب الدستوري الحر''و ''الصباح''، فتم تكليفه بالذهاب الى جريدة ''الصباح'' وناضل فيها طيلة وجوده وكان يكتب فيها باستمرار بتوصيات حزب الشعب''. وفي نهاية شهادته أثنى الأستاذ مهري على المرحوم عبد الله شريط معتبرا اسهامه الفكري والنضالي لن يندثر ومازرعه من أفكار جدير بأن يوظف في حل مشاكل المستقبل لاعداد أجيال كاملة لمسيرة الجزائر الكبيرة في التاريخ الوفية لماضيها، لشخصيتها ولمبادئها ولتوجهاتها الثورية. ومن جانبه أثنى الأستاذ عثمان شبوب على المرحوم عبد الله شريط مبرزا الجوانب الفكرية التي كانت تشغله حيث كان يكتب في جريدة ''الصباح'' التونسية زاوية ''مارأيك'' وكان يكتب عن الثورة الجزائرية فقط، وكان مناضلا همه الجزائر يشجع أصحاب المواهب من الطلبة ويقول: ''أحب من له يقظة فكرية''، كان يكتب التعاليق لكل من لمين بشيشي وعيسى مسعودي، واشتغل مديرا لديوان المرحوم محمد خيضر، كما كان لديه برنامج فكري، وكان يحب الحوار، نشط في الاذاعة برنامج الثقافة والمجتمع'' ويرى أن الثورة الثقافية ينبغي أن تكون في الميدان انطلاقا من المسجد والحزب. ويرى الأستاذ شبوب أن عبد الله شريط كان يتميز بالتمرد الفكري والعقلي ويرفض التفرقة ما بين السلوك والأخلاق، ويرى في السياسة بأنها تأطير للمجتمع والشعب وأن الحداثة هي الأصالة والمعاصرة حيث أنه يرفض ما يسمى بالغزو الثقافي، ''ليس هناك غزو ثقافي''. وبعد هذه الشهادة أحيلت الكلمة للمناقشة واثراء هذه الندوة التي خصصت الى روح الدكتور عبد الله شريط.