''الأدب والسينما، من الكتابة إلى السينما'' هو عنوان الندوة التي قدمت أول أمس في إطار فعاليات ''سيلا ''2010 وهذا تحت إدارة السينمائي الجزائري أحمد راشدي وتنشيط كل من الفرنسي عزوز بقاق،السورية عبير اسبير والايطالي موريزيو فانتوني منيل. وفي هذا السياق، قدم المخرج السينمائي أحمد راشدي مداخلة قصيرة ذكر فيها علاقة الأدب بالسينما فقال أن هناك ثلاث أنواع من عملية اقتباس الأعمال الأدبية في الفن السابع، الأولى تعنى بالاقتباس الوفي للعمل الأدبي وهنا يحاول السينمائي أن يكون وفيا للنص الأصلي للرواية إلا أن هذا الأمر مستحيل -يضيف المتحدث-باعتبار انه من غير الممكن تحويل العمل الأدبي بكل حذافيره إلى عمل سينمائي. النوع الثاني للاقتباس يتمثل حسب راشدي في الاقتباس الحر أي أن يعطي السينمائي كل الحرية لعمله الفني وهنا تكون النتائج غير متوقعة فإما يحقق النجاح الكبير أو ينتج عنه فشل ذريع، أما النوع الثالث للاقتباس فهو ما بين النوعين السابقين ويقصد به تحقيق السينمائي لعمل فريد من خلال اعتماده على الرواية،وفي هذا الصدد أكد راشدي ضرورة اقتباس الأفلام من الأعمال الأدبية،خاصة المنسية منها والجيّدة. من جهته أكد الوزير الفرنسي في عهد شيراك،عزوز بقاق انه من الصعب على المواطن الذي يبحث عن لقمة عيش أن يهتم بالأعمال الأدبية مضيفا انه باعتباره ابن مهاجر أميّ، أراد من خلال الكتابة أن يعبرّ عن حياته وحياة عائلته وكل من عاش ظروفه إلا انه استنتج بكل أسف أن الصور التي تصنعها السينما لها تأثير اكبر من الكلمات. وفي هذا السياق،تحدث الكاتب وعالم الاجتماع بقاق عن مشروعه في عالم السينما حيث كتب سيناريو يحكي عن قصة أستاذة فرنسية تدعى ماري تنتقل إلى الجزائر وبالضبط إلى منطقة أوريسيا مسقط رأس بقاق والتي تقع في طريق مدينة خراطة وهذا في الفاتح من جانفي 1944وتمكث بالمنطقة إلى غاية السابع من شهر ماي 1945اي قبل يوم من اندلاع أحداث ماي الرهيبة ولا تنفك في التأكيد على ضرورة تعليم الأهالي وأضاف عزوز أن مشروعه السينمائي تحول إلى شريط مرسوم بفعل عدم إيجاده لمنتج سينمائي يحتضنه ومن ثم سيصبح عملا أدبيا قريبا. وأضاف عزوز انه سبح عكس تيار تحويل الأعمال الروائية إلى السينمائية فشرع في كتابة السيناريو أولا ومن ثم سيحوله إلى رواية وقد فعل هذا حسب قوله بغرض مس اكبر شريحة من الناس باعتبار أن الفن السابع يمس الجميع كيفما كان مستواهم المعيشي والتثقيفي ليطالب بفتح قاعات السينما الجزائرية لان الجزائر غنية بالحكايات اليومية والتي تستطيع الكثير منها أن تتحول إلى أفلام رائعة. أما الروائية السينمائية عبير أسبير فقد تناولت قضية المقارنة بين الأعمال الأدبية ونظيرتها السينمائية وكذا إشكالية ''أسبقية الأدب على السينما'' من حيث أن الرواية وجدت قبل الفن السابع. وقد أكدت أسير رفضها لكل هذه الطروحات حيث أشارت إلى أن السينما والأدب وكل الفنون والثقافات وجدت لإشباع حاجة الفرد النفسية والوضعية، مضيفة أن كل هذه الحاجات انبثقت من رحم واحد واستأنفت عبير مداخلتها بالقول إن الصورة التي خلقت لإظهار حدث خروج عمال من مصنع مثلا، تعبر عن نفسها وتختلف عن الأدب أو الرقص أو أي فن آخر، مضيفة أن لكل فن خصوصياته وتقنياته والسينما فن أصيل لا يشبه الفنون الأخرى كما عارضت فكرة خيانة السينما للرواية معتبرة انه لم يحدث زواج بين الفن السابع والأدب لكي نتحدث عن خيانة ما فالقضية حسبها تتمثل في جودة العمل كيفما كان أدبيا، سينمائيا أم غيرهما. وتطرق الكاتب والسينمائي الايطالي موريزيو فانتوني منيلا إلى واقع السينما الايطالية فقال أن الفن السابع الايطالي يمر بأزمة كبيرة مثلما هو عليه الأمر في الشؤون السياسية الايطالية مضيفا أن هناك كتاب كبار يمكن اقتباس أعمالهم فايطاليا حسبه لم تعد تحسن رواية القصص كما كانت في سنوات السبعينات مثلا،أو حتى البحث عن تجارب جديدة لإيصال رسائل معينة وفي الأخير طالب بضرورة أن تتعلم السينما الايطالية من جديد فن الحكي وسرد الحقائق وأن تعود الكوميديا إلى قوتها السابقة.