طالبت الجزائر المجتمع الدولي بالتحرك "لوقف وردع الهمجية الاسرائيلية وحماية الشعب الفلسطيني" من حرب الابادة التي تستهدفه· والتي تعتبرها "أعمالاً إجرامية تعرقل تحقيق أي تقدم في مفاوضات السلام الشامل والدائم في المنطقة"· فقد أكدت الجزائر في بيان للناطق الرسمي لوزارة الشؤون الخارجية أنها "تتابع بقلق شديد مايتعرض له الشعب الفلسطيني الشقيق في قطاع غزة من اعتداءات وجرائم وحشية على يد إسرائيل يندى لها جبين الانسانية، إلى جانب الحصار الظالم المفروض عليه، ومانتج عنه من تجويع وتدهور على كافة الأصعدة"· وأمام هذه الجرائم الوحشية المتواصلة، جددت الجزائر "إدانتها واستنكارها الشديدين للممارسات الإسرائيلية التي ترتكب في حق شعب أعزل سلبت منه أراضيه ومقدساته واستحلت دماؤه"· إن هذا الموقف الجزائري تجاه الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة ليس جديدا، بل يعكس موقفا أساسيا في السياسة الخارجية للجزائر ويتمثل في دعم قضايا الشعوب في كفاحها من أجل التحرر والاستقلال عموماً، ومساندة القضية الفلسطينية خصوصا،، ولازال العالم يتذكر الكلمة التاريخية للرئيس الراحل هواري بومدين، في وقت كان فيه البعض يتردد بشأن الموقف الذي يجب اتخاذه لنصرة الفلسطينيين، حيث قال: "نحن مع فلسطين ظالمة أو مظلومة"· ويؤكد هذا الموقف أن الجزائر التي ساندت ولاتزال الشعب الفلسطيني في كل المراحل التي مر بها، وقامت وتقوم بواجبها العربي تجاه هذا الشعب، تدعم كل الخطوات التي يراها الشعب الفلسطيني كفيلة بكسر القيود عنه وإيصاله إلى مشارف الخروج من النفق المظلم· وليس أدل على ذلك من أن إعلان الدولة الفلسطينية تم على أرض الجزائر عام 1988، وأن الجزائر من البلدان العربية القليلة التي تفي، وبانتظام، بالتزاماتها المالية تجاه الشعب الفلسطيني· وإن كانت الجزائر لاتزال اليوم مع الشعب الفلسطيني في كفاحه ونضاله من أجل الحرية فإن مواكبتها لكل مراحل النضال الفلسطيني، يجعلها دوما إلى جانب الشعب الفلسطيني حتى يستعيد كافة حقوقه المشروعة وعلى رأسها إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس وكذا عودة اللاجئين·