سجلت البعثة الجزائرية للحج إلى غاية نهار أمس 18 حالة وفاة في صفوف الحجاج الجزائريين، من بينهم 3 حالات من أفراد الجالية الوطنية المقيمة في المهجر، حسبما أشار إليه رئيس البعثة الشيخ بربارة الذي أكد من جانب آخر بأن كل الظروف مهيأة لعودة حجاجنا الميامين إلى أرض الوطن بداية من نهار اليوم وإلى غاية العاشر ديسمبر القادم، وفق برنامج الرحلات الذي سطرته مديرية الخطوط الجوية الجزائرية. وأوضح السيد بربارة أمس أن حالات الوفاة المسجلة في صفوف الحجاج الجزائريين، لا علاقة لها بالتدافع والازدحام الذي وقع أثناء التنقل من عرفة إلى منى، وإنما كانت نتيجة لأمراض مزمنة، مشيرا إلى أنه من ضمن ال18 حالة وفاة، توجد 15 حالة لحجاج جزائريين قدموا من أرض الوطن و3 حالات لحجاج جزائريين مقيمين بالخارج، مع الإشارة في هذا الصدد إلى أن عدد الوفيات في صفوف الحجيج الجزائريين خلال هذا الموسم اقترب من العدد المسجل الموسم الماضي، حيث تم تسجيل 19 حالة وفاة حينها. واعتبر الشيخ بربارة في اتصال مع الإذاعة الوطنية أن منى تبقى تشكل النقطة السوداء في مواسم الحج المتعاقبة، بالنظر إلى ضيق المكان الذي لا يمكنه استيعاب أكثر من مليون ونصف مليون حاج، معربا عن أمله في أن تجد السلطات السعودية حلا لهذا المشكل الذي سيبقى مطروحا حسبه خلال السنوات القادمة. في حين أرجع سبب الاكتظاظ الذي حصل داخل المخيمات الجزائرية بمنى هذه المرة إلى اقتحام الحجاج الأحرار للمخيمات. من جانب آخر أشار رئيس البعثة الجزائرية للحج بأن هذه الأخيرة تعمل حاليا على تهيئة كل الظروف المواتية لضمان عودة مريحة للحجاج الجزائريين إلى أرض الوطن، مشيرا إلى أن أولى رحلات العودة ستنطلق رسميا اليوم، وتشمل ثلاث رحلات ستحط بمطارات الجزائر، وهران وعنابة. من جهته أكد مدير التسويق بالخطوط الجوية الجزائرية السيد رابح ميدو بأن المؤسسة وضعت كافة الترتيبات لتسهيل عملية عودة الحجاج الميامين إلى أرض الوطن، مشيرا في المقابل إلى أن المؤسسة برمجت أولى رحلاتها التي تقل أول فوج للحجيج الجزائريين العائدين إلى أرض الوطن مساء نهار أمس السبت، على أن تكون ساعة الوصول التاسعة مساء بمطار قسنطينة. فيما يتواصل برنامج رحلات عودة الحجاج برحلتين أخريين مبرمجتين لصبيحة اليوم إلى مطاري الجزائرووهران. وقد برمجت الجوية الجزائرية 70 رحلة لضمان عودة الحجاج الجزائريين إلى أرض الوطن خلال الفترة المحددة بنحو 20 يوما والتي تنتهي في العاشر ديسمبر المقبل، بوصول آخر رحلة تقل الفوج الأخير من الحجيج، وجندت الشركة لهذا الغرض كل الإمكانيات البشرية والمادية اللازمة لضمان نجاح العملية، حسبما أكده السيد ميدو الذي ذكر بمشاركة 100 موظف من الشركة في تسيير إجراءات سفر الحجاج الجزائريين انطلاقا من مطاري الحجاج بجدة والمدينة المنورة، فيما سخرت الشركة 8 طائرات من الحجم الكبير لهذه العملية منها 5 طائرات من طراز ''إيرباص'' و3 طائرات من طراز ''بوينغ ,''767 علاوة على طائرتين أخريين من الحجم الكبير قامت باستئجارها لنفس الغرض. وتجدر الإشارة إلى أن الخطوط الجوية الجزائرية تتكفل بإعادة أكبر عدد من الحجاج الجزائريين، الذين يقارب عددهم هذه السنة 36 ألف حاج إلى أرض الوطن، من خلال ال70 رحلة المبرمجة، فيما برمجت شركة الطيران السعودي من جهتها 64 رحلة أخرى، باتجاه خمسة مطارات جزائرية هي الجزائر، وهران، ورقلة، قسنطينة وعنابة، مع الإشارة إلى أن أكبر عدد الرحلات ستحط بمطار الجزائر الذي يستقبل 29 رحلة. وتجدر الإشارة في الأخير إلى أن تقريرا شاملا حول مختلف مراحل موسم الحج للسنة الجارية سيتم إعداده من قبل الديوان الوطني للحج والعمرة خلال الأسبوع المقبل لتسليمه إلى الوزير الأول، وسيتضمن مختلف النقائص التي سجلتها البعثة الجزائرية للحج في البقاع المقدسة علاوة على المشاكل التي واجهها الحجاج الجزائريون خلال تأديتهم لمناسك الركن الخامس من أركان ديننا الحنيف.