بلغت الكمية المحجوزة من المخدرات الصلبة المتمثلة في الكوكايين خلال العشرة أشهر الأولى من السنة 2 كيلوغرام، وهي كمية كبيرة تعبر عن خطورة انتشار هذا النوع القوي المفعول والمؤثر على مستهلكيه، مقارنة بباقي أنواع المخدرات كالكيف المعالج، وتبقى هذه الكمية التي يسوق الغرام الواحد منها بقرابة مليون سنتيم، حكرا على الطبقة الغنية والبورجوازية، علما أن الكوكايين التي كانت شبه منعدمة بالجزائر بدأت تدخل من كولومبيا. وتؤكد هذه الكمية المحجوزة من قبل عناصر الدرك الوطني أن خطورة انتشار الكوكايين باتت تلقي بظلالها على الجزائر، التي ظلت ولوقت طويل في منأى عنها مقارنة بالعديد من الدول الغربية التي تعرف تواجد العصابات المافياوية. وتبين هذه الكمية والقضايا المسجلة من فترة إلى أخرى والتي عرفت تزايدا ملحوظا في السنتين الأخيرتين أن الكوكايين بالرغم من ارتفاع سعره الذي يتراوح ما بين 7 آلاف دينار ومليون سنتيم حسب اختلاف نوعيتها وجودتها، مرشحة لاحتلال المرتبة الثانية في قائمة أنواع المخدرات المستهلكة ببلادنا بعد الكيف المعالج الذي يعرف انتشارا كبيرا بحكم دخوله من المغرب، مما يجعل الحصول عليه سهلا من طرف بارونات وعصابات التهريب التي تنشط في هذا النشاط غير الشرعي عبر الحدود الغربية البرية بين الجزائر والمغرب. ولم تكن ظاهرة الكوكايين موجودة ببلادنا في السنوات الأخيرة فخلال السنة الماضية لم يتم حجز سوى 200 غرام. وحذرت قيادة الدرك الوطني عند عرضها لحصيلة الثلاثي الأول من السنة الجارية من تفاقم هذه الظاهرة، حيث كانت تتوقع ارتفاعها بالنظر إلى الكمية المحجوزة في الأشهر الأولى من السنة والتي فاقت التوقعات وتجاوزت تلك الكمية التي كانت تحجز من قبل، حيث استرجعت المصالح من شهر جانفي إلى مارس من السنة الحالية 133,8 غرام من الهيروين و137 غراما من الكوكايين. وتضاعف الكمية المحجوزة من الكوكايين بنسبة 173 بالمائة في ظرف 3 أشهر فقط، حيث ارتفع حجمها إلى 7,1 كيلوغرام، مقارنة ب 57 غراما من مادة الهيرويين بعد مرور ستة أشهر من بداية السنة. وتبين التحقيقات في القضايا المسجلة وقوف بارونات تدير شبكات دولية مختصة في ترويج هذه السموم ببلادنا، وهو ما اتضح بعد الإطاحة بعدة متورطين في هذه القضايا معظمهم شباب وحتى فتيات.وعن أهم القضايا التي عالجتها مصالح الدرك الوطني خلال هذه الفترة، نذكر تلك القضية التي تم من خلالها توقيف سبعة متورطين من بينهم قاصر وفتاة، نشطوا طيلة سنة كاملة في المتاجرة وترويج مادة ''الهيروين'' بالشراقة بالجزائر العاصمة، حيث أكد هؤلاء الموقوفين علاقاتهم بشخص من جنسية نيجيرية يمولهم بهذه السموم كان يوفر لهم ما بين 100 إلى 300 غرام من الهيروين أسبوعيا، أي ما يعادل متوسط 6 كيلوغرامات قد تم ترويجها منذ تاريخ مزاولتهم لهذا النشاط غير الشرعي. وأوقفت الكتيبة الإقليمية للدرك الوطني بالدار البيضاءبالجزائر العاصمة خلال الأسبوع المنصرم رعيتين إفريقيتين بحوزتهما 22 غراما من الكوكايين وهو ما يبين أن العاصمة باتت مهددة بهذا النوع الخطير من المخدرات الدخيلة على مجتمعنا في أوساط الشباب. وتؤكد التحاليل الأمنية أن ''الكوكايين'' و''الهيروين'' يتم تهريبهما من دول بعيدة مثل جمهوريتي ''كولومبيا'' و''فنزيلا'' بأمريكا الجنوبية، لذا نجد أن تهريب ونقل المادتين ليس بالأمر السهل بل تقف وراءه شبكات إجرامية خطيرة ومافيا مسلحة.