نفى وزير الشؤون الدينية والأوقاف السيد بوعبد الله غلام الله أن يكون ديوان الحج والعمرة وبعثة الحج قد قصرا في حق الحجاج الجزائريين بالبقاع المقدسة، مفسرا احتجاجات بعضهم بالمشقة التي تعرضوا لها في منى بسبب ضيق المكان وسلوكات بعض الحجيج الذين تنقلوا أحرارا لتأدية مناسك الحج وعددهم أكثر من 200 حاج. وأوضح الوزير أمس بدار الإمام المحمدية في العاصمة على هامش إشرافه على الانطلاق الرسمي للقافلة العلمية نحو ولايات الوطن، أن الجهات التي أوكلت لها مهمة خدمة الحجيج قد قامت بواجباتها حيالهم، سواء من حيث النقل أو الإيواء أو الخدمات الصحية والدينية أحسن بكثير من الأعوام الماضية. وأضاف السيد غلام الله الذي عاد هو الآخر من البقاع المقدسة في أول رحلة لعودة حجاجنا الميامين أول أمس أن الحجاج الجزائريين والبالغ عددهم 36 ألفا، سيعودون إلى أرض الوطن عبر 134 رحلة جوية للخطوط الجوية الجزائرية والسعودية، مثلما هو مبرمج وفي الآجال المحددة.وعن عدد الوفيات في أوساط الحجيج الجزائريين كشف الوزير عن 22 وفاة، 5 منها هي وفيات بجاليتنا بالمهجر،. أمام بخصوص القافلة الأولى التي تنظمها وزارة الشؤون الدينية إلى ولايات منطقة القبائل (بومرداس، البويرة. تيزي وزو. بجاية) والتي ينشطها مشايخ وباحثون جامعيون، حول موضوع ''القيم الروحية في الثقافة الأمازيغية''، فقد أبرز الوزير في كلمته التوجيهية بالمناسبة أنها ستكون مدرسة متنقلة وستستمر مثل هذه القوافل طوال السنة. وأوضح أن تنظيم الدورة الرابعة للبعد الروحي في الثقافة الأمازيغية من خلال هذه القافلة إنما يهدف الى إشاعة التواصل الثقافي الذي ينطلق من القاعدة لاستخراج كنوز هذه الثقافة من معان دينية وروحية وهي كلها قائمة -كما قال- على التضامن والاهتمام بقيمة الإنسان ثم تقدير العمل.وأشار الوزير في هذا الشأن أنه لابد أن ننطلق من ثقافتنا في التفاعل مع قضايا العصر، كحقوق الانسان والمرأة وحماية البيئة، وما حقيقة هذه القضايا في الثقافة الأمازيغية التي تتضمن وجهات نظر خاصة بها في هذا الشأن، يمكن توظيفها لصالحنا في تفاعلنا مع العالم، وهي قائمة على المعاني الروحية التي تقوم عليها حضارتنا، وأنها لم تستعر من قيم النظام في الغرب. للإشارة فإنه سيتم تنظيم ثلاث قوافل أخرى، الأولى باتجاه باتنة وموضوعها يدور حول دخول المسلمين الى الجزائر، والثانية إلى بشار واختير لها موضوع ''علماء الساورة في نشر التعاليم الدينية''، أما الرابعة فتكون باتجاه معسكر، تلمسان، غليزان، وتناقش دور الجزائريين في خدمة السنة.