أعلن وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات السيد جمال ولد عباس أمس عن وفاة 29 حاجا جزائريا، ثمانية منهم من المغتربين بفرنسا، مشيرا إلى أن أغلب تلك الحالات هي وفيات طبيعية، وأشار من جهة أخرى إلى فتح تحقيقات مباشرة بعد عودة البعثة حول دفاتر صحية سلمت لأصحابها دون إخضاعهم للفحص. وقال السيد ولد عباس في ندوة صحفية عقدها أمس بمقر الوزارة بالعاصمة أن 21 حاجا تنقلوا من الجزائر وثمانية آخرين من الجالية الوطنية بفرنسا توفوا خلال موسم الحج، وأغلب الوفيات كانت طبيعية. ونفى أن تكون أسباب الوفاة ناجمة عن اشتداد المرض على بعض الحجاج المصابين بأمراض مزمنة على غرار السكري أو أولئك المصابين بضغط الدم. وقدم الوزير تفاصيل عمل البعثة الصحية لمدة 35 يوما أي من 21 أكتوبر إلى غاية 26 من الشهر الجاري، مؤكدا أن الرعاية الصحية التي وفرها 120 بين طبيب وشبه طبي وأخصائي في الصيدلة ساهمت في توفير العناية الصحية لكافة الحجاج الذين كانوا بحاجة إلى مساعدة طبية. وحسب الأرقام المقدمة فقد استفاد 40866 حاج من فحص طبي وتلقى 12489 حاج فحوصات معمقة وتم وضع 132 حاج تحت الرعاية المركزة في مستشفيات جزائرية تم تجهيزها لهذا الغرض في كل من مكةالمكرمة والمدينة وكذا في مطار جدة. وأوضح أن 13 حاجا استدعت وضعيتهم الصحية المتدهورة نقلهم إلى الجزائر على جناح السرعة، وتلقوا الفحوصات الضرورية في المستشفيات وغادروها باستثناء حالة واحدة ستخضع لعملية جراحية بمستشفى الرويبة بالعاصمة. وفي دراسة مقارنة بين عمل البعثة الصحية خلال الموسم الجديد والموسم الماضي، أشار الوزير إلى انخفاض عدد الفحوصات خلال الموسم الجديد إلى 40 ألف مقارنة بالموسم الماضي، حيث تم تسجيل أكثر من 48 ألف حالة. كما تم تسجيل انخفاض في عدد الحالات التي استدعي نقلها إلى المستشفيات السعودية لتلقي العلاج حيث انخفضت من 100 حالة الموسم الماضي إلى 80 حالة الموسم الحالي. وأرجع السيد ولد عباس التحسن الكبير في أداء البعثة الصحية إلى جملة الإجراءات المتخذة منها تكثيف الفريق الطبي المتكون من جميع الاختصاصات وكذا نجاح عملية المراقبة الصحية القبلية للحجاج والتي تم من خلالها إقصاء قرابة 100 حالة. وبخصوص هذه النقطة بالذات أعلن عن تسجيل حالات غش في دفاتر صحية سلمت لأصحابها وهم من أصحاب الأمراض المزمنة أو حتى المختلين عقليا دون أن يتم إخضاعهم للفحوصات، وذكر بأن كل الحالات التي تم تسجيلها سيتم فتح تحقيقات بشأنها بمجرد عودة آخر أفواج الحجيج وأفراد البعثة في 11 ديسمبر الداخل، وتعهد باتخاذ إجراءات صارمة في حق المتورطين في عمليات تسليم تلك الدفاتر. وفي سياق حديثه عن الإجراءات المتخذة لفائدة الحجاج أشار إلى تسخير 6 سيارات إسعاف واقتناء جميع التجهيزات الضرورية وتوفير أكثرمن 9 أطنان من الأدوية وتجهيز الصيدلية المركزية بمكة بكافة أنواع الأدوية خاصة تلك الموجهة للمرضى المزمنين. وخلص الوزير في تقديمه لحصيلة عمل البعثة الصحية إلى القول بأن كل الإجراءات والتدابير المتخذة أخذت بعين الاعتبار النقائص المسجلة في المواسم الماضية وهو ما مكن من تسجيل تحسن في أداء البعثة، كما انعكست عملية تجهيز مستشفى مركزي بمكةالمكرمة إيجابيا على عملية التكفل الطبي لكل الحجاج خاصة اؤلئك الذين كانوا بحاجة إلى عناية طبية مركزة. وفي السياق أشار إلى أن الحصيلة النهائية لعمل البعثة التي سيتم إعدادها بعد عودة آخر فوج للحجاج سيتم توظيفها في التحضير للمواسم القادمة.