أعطت أحداث العيون الصحراوية المحتلة دفعة نوعية لنضال الشعب الصحراوي من أجل استرداد حريته وإقامة دولته المستقلة واستغلال ثروات بلاده الباطنية والبحرية والطبيعية. ولم يحل الإغلاق الإعلامي والحقوقي الذي يفرضه المغرب في الأراضي المحتلة دون كشف الواقع المأساوي الذي يعيشه الشعب الصحراوي الرازح تحت نير الاستعمار وجلب انتباه المنظمات الحقوقية والمدنية وكسب تعاطف الأحرار في الجهات الأربع للكرة الأرضية، وكانت أحداث مماثلة سابقة قد أكسبت القضية الصحراوية تأييدا واعترافا بها كدولة تناضل من أجل نيل استقلالها. ويكفي أن الهيئة الأممية تعتبرها آخر مستعمرة في إفريقيا وأقرت بحق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره لكن المغرب وحلفاءه يعرقلون المسعى الأممي على شعب أعزل يراد له أن يباد في صمت. ولم تجد مزاعم الرباط بمغربية الصحراء الغربية وولاء سكانها للعرش نفعا في محاولات فرض الخيارات المغربية لحل النزاع وعلى رأسها الحكم الذاتي الذي لم يجد دعما إلا من حلفاء المغرب ولحسابات مصلحية ظرفية. ولعل حالة الارتباك التي تعرفها الدبلوماسية المغربية بعد أحداث العيون الدامية دليل آخر على ضعف حجة الرباط للتمسك بالأراضي المحتلة، والتهرب من الحل المنطقي لنزاعه مع البوليزاريو ألا وهو استفتاء تقرير المصير الذي زادت حتميته هذه الأيام ولعل أحداث العيون هي بداية نهاية النفق.