يتناول الدكتور صالح لميش في مؤلّفه الجديد الموسوم ب''الدعم السوري لثورة التحرير الجزائرية'' الصادر مؤخرا عن دار ''بهاء الدين للنشر والتوزيع''، الدور والموقف السوري تجاه ثورة نوفمبر المجيدة، ويعدّ الكتاب إضافة علمية أكاديمية للدارسيين والباحثين والطلبة والمهتمين بالدراسات التاريخية، ويوثّق لمرحلة مهمة من مسار الثورة التحريرية من خلال إماطة اللثام عن الكثير من الجوانب. وعبر 366 صفحة، قدّم الكاتب تفاصيل المواقف العربية ومواقف شعوبها من ثورة المليون ونصف مليون شهيد. مشيرا إلى أنّ كتابه يشكّل محاولة علمية تفصيلية في دراسة العلاقة بين الثورة الجزائرية والعالم الخارجي، والتي بحسبه مازالت بحاجة إلى المزيد من البحث والتقصي في ظلّ محدودية الدراسات والأبحاث في هذا المجال. وتناول الكتاب العلاقة بين الثورة الجزائرية والموقف السوري تجاه هذه الثورة شعبا وحكومة وتوضيح صدى الثورة الجزائرية في الإعلام السوري، وكذا موقف وسائل الإعلام السورية من تطوّر الثورة. وتقدّم الدراسة عرضا تحليليا لا يقف عند عرض الأحداث وإنّما يقوم على استخلاص المعطيات والنتائج، وأنّ معظم الدراسات والبحوث التي نشرت على الثورة الجزائرية ارتكزت على الوقائع العسكرية واهتمّت بالمواقف الشخصية والبطولات دون الالتفات إلى المفاهيم التي طرحتها والأفكار التي حملتها. ومن خلال تصفّح الكتاب، وقف الدكتور صالح لميش على الاحتلال الفرنسي للجزائر عام 1830 ونتائجه، من خلال تناول انعكاساته على الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والسياسية في الجزائر، كما توقّف الكاتب عند مساهمة المهاجرين الجزائريين في الحياة السياسية والثقافية والعسكرية في بلاد الشام، حيث ركّز بالخصوص على الأمير عبد القادر والشيخ طاهر الجزائري كنموذجين لشخصيتين جزائريتين لعبتا دورا أساسيا في الحياة السياسية والثقافية في سوريا وأبرز بشكل أساسي مدى تأثير ذلك على الوعي العربي. للتذكير، فإنّ الدكتور صالح لميش يشغل حاليا منصب عميد كلية الحقوق بجامعة المسيلة وأستاذ محاضر بقسم التاريخ نشر عددا كبيرا من الدراسات والبحوث وهو عضو في عديد من الهيئات الأكاديمية والعلمية-.