استفادت 58.809 إمرأة ماكثة بالبيت من تكوين بمراكز التكوين المهني في تخصصات مختلفة منذ انطلاق البرنامج الخاص بتكوين الماكثات بالبيت سنة 2004 من أجل تطوير مواهبهن وجعلهن يكتسبن حرفا جديدة للمساهمة في عالم الشغل وتطوير الاقتصاد الوطني، علما أن 75 بالمئة من المستفيدين من القروض التي تمنحها الوكالة الوطنية لتسيير القروض المصغرة نساء· وحذر رئيس الحكومة السيد عبد العزيز بلخادم في كلمة مقتضبة ألقاها خلال افتتاح أشغال الندوة الوطنية حول إستراتيجية تكوين ومرافقة المرأة الماكثة بالبيت انعقدت بقاعة المقار بالعاصمة من تفشي ظاهرة التفكك الأسري الذي يعتبر تقليدا للدول الغربية وليس من سمات المجتمع الجزائري الذي تمكنت المرأة فيه من تبوء كل المناصب التي يشغلها الرجل دون أدنى تمييز، وفي هذا السياق اعتبر السيد بلخادم أن" عمل المرأة الماكثة بالبيت هو شرف وليس منقصة"، منوها بالمجهودات التي تبذلها المرأة الجزائرية في جميع المجالات ومساهمتها الفعالة في مسار التنمية التي تعرفها البلاد· ومن جهته أكد السيد الهادي خالدي وزير التكوين والتعليم المهنيين أن البرنامج الذي سطرته الوزارة لتكوين النساء الماكثات في البيت عرف إقبالا كبيرا خلال السنوات الأربع الأخيرة، خاصة بعد إلغاء الوزارة شرط المستوى التعليمي للمرأة الراغبة في الالتحاق بهذا التكوين، وذلك من أجل السماح لكل النساء الراغبات في الاستفادة من التكوين بالالتحاق بمراكز التكوين المهني، وأضاف الوزير أن مصالحه فتحت ما يقارب 1486 وحدة منتدبة لمراكز التكوين المهني بالأوساط الريفية من أجل تمكين المرأة الريفية في المناطق النائية والمعزولة من إجراء تكوين يسمح لهن بممارسة نشاطات اقتصادية متنوعة· ودعت السيدة نوارة سعدية جعفر الوزيرة المنتدبة المكلفة بالأسرة وقضايا المرأة، إلى ضرورة التفكير في كيفية تمكين المرأة الماكثة بالبيت من المساهمة في الاقتصاد الوطني من خلال منحها تكوينا ومساعدتها على الالتحاق بعالم الشغل، علما أن الكثيرات من النساء الماكثات بالبيت حاليا يزاولن نشاطات اقتصادية في السوق الموازية وهن بذلك يساهمن في دخل العائلة غير أن نشاطهن غير مصرّح به· علما أن 45 بالمئة من مجموع النساء الماكثات بالبيت اللواتي استفدن من تكوين بمراكز التكوين المهني والمقدر عددهن ب 58.809 إمرأة هن نساء منتجات في بيوتهن· وذكرت الوزيرة أنه بالرغم من المجهودات التي تبذلها الدولة وحرص النصوص القانونية وكل الدساتير الجزائرية على حق المرأة، إلاّ أن هذه الأخيرة لا تزال تعاني من العراقيل التي تواجهها في عالم الشغل، مشيرة إلى جهود الحكومة الرامية إلى إزالة هذه العراقيل من أجل تحقيق نتائج أقوى، وهذا ما يلاحظ حسب السيدة جعفر، في استفادة عدة نساء من برنامج 100 محل تجاري في كل بلدية· ويهدف الملتقى الذي تشارك فيه 150 إمرأة من 48 ولاية إلى تمكين الفتيات والنساء الريفيات من المشاركة في عملية التنمية الريفية من خلال تكوينهن حسب الاحتياجات التأهيلية اللازمة لكل منطقة، والمدعمة من طرف مختلف المخططات الاقتصادية مع الأخذ بعين الاعتبار المستويات الحقيقية والعراقيل التي تواجهها الفئة النسوية· ويتطرق هذا اللقاء إلى الاستراتيجية الوطنية في ميدان التكوين قصد تدعيم دور المرأة كعنصر فعّال في التنمية، علما أن وزارة التكوين المهني نصبت منذ شهر لجنة خاصة بالمرأة بالتنسيق مع كل من الوزارة المنتدبة المكلفة بالأسرة وقضايا المرأة، وزارة التضامن الوطني، والوزارة المنتدبة المكلفة بالتنمية الريفية· كما يناقش أيضا الآثار المترتبة عن إمكانيات الدعم الخاصة الموضوعة تحت تصرف المرأة لتمكينها من الإندماج في التنمية الاقتصادية، مع تحديد نوع برامج العمل ما بين القطاعات التي يجب وضعها لتطوير التكفل بالنساء في الريف، وذلك بهدف إبراز دور التكوين في تطوير الجانب الاجتماعي والمهني للمرأة في المحيط الريفي عن طريق تطوير النشاطات الاقتصادية والتكفل بالانشغالات والعراقيل التي تواجهها المرأة في الريف من أجل اقتراح برنامج عملي بين القطاعات لتحسين ودعم عمليات التكوين الموجهة للمرأة· ويتخلل هذا الملتقى الذي يُختتم بعد غد السبت معرضا لبعض نشاطات النساء الماكثات بالبيت والنساء الريفيات·