حلّت صباح أمس، القافلة العلمية التي تنظّمها وزارة الشؤون الدينية والأوقاف، بعنوان ''الإسلام والمواطنة'' بباتنة، لتقديم مداخلات بقاعة المحاضرات بالجامعة الإسلامية لمختصين وأساتذة باحثين، وتمحورت في مجملها حول كيفية تناول التراث الإسلامي لمسألة الوطنية والبعد الروحي للحركة الوطنية وثورة نوفمبر الخالدة. وتهدف القافلة العلمية إلى إبراز خصوصيات التراث الإسلامي وعلاقته بمسألة الهوية الوطنية وتحديد الرؤى في توجيه مستقبل النقاش حول الهوية، وأكّد مدير الثقافة الإسلامية بوزارة الشؤون الدينية الأستاذ بومدين بوزيد، أنّ نشاط القافلة من شأنه إقامة جسور علاقات أساسية بين الباحث الجامعي، وبين المواطن المتتبّع للشأن الديني، إذ تناولت القيم الروحية في الثقافة الأمازيغية باعتبارها مسألة مرتبطة بالإسلام لا يمكن الفصل بينهما، وأوضح أنّ الجهود منكبّة لتأصيل هذا النشاط الذي من شأنه الردّ على كلّ التقارير الخارجية، التي من شأنها التقليل من قيمة الدين الإسلامي والمحاولات اليائسة لتغييب الهوية الوطنية في المسألة الدينية التي تمثّل جوهر العلاقة بالأساس. ويتواصل نشاط القافلة بإبراز دور الإسلام في تشكيل أرضية وطنية في نشاط مماثل بولاية سطيف، والمقاومة في تاريخ الجزائر بقسنطينة، حيث سيتناول المشاركون مفهوم الإسلام المتوارث عن الحركة الوطنية تحديدا من جمعية العلماء المسلمين وغيرها، لدحض الأطروحات التي تتبنى فكرة عدم الإعتراف بحدود الوطن، إذ أنّ الميراث الإسلامي في الجزائر يعترف بالحدود الوطنية ومسألة الوطنية هي جوهر الإسلام. وموازاة مع نشاط القافلة العلمية بباتنة، تجرى لقاءات بكلّ من ولايتي بسكرة وخنشلة، ينشّطها أساتذة قدموا مع القافلة، على أن تكون مدينة بشار المحطة الثالثة يومي الثامن والتاسع من شهر ديسمبر الجاري، ويتناول موضوعها ''دور علماء الثورة في الثقافة الجزائرية''، وستختتم القافلة نشاطها بالغرب الجزائري على أن تحتضن مدن تلمسان، معسكر، وتيارت بدء من 19ديسمبر الجاري، نشاطا مماثلا حول خدمة الجزائريين للسنة النبوية الشريفة.