تسعى الولاياتالمتحدةالأمريكية هذه الأيام إلى التخفيف من درجة التشاؤم الذي طال مختلف مسؤولي السلطة الفلسطينية في المدة الأخيرة بعد فشل إدارة الرئيس باراك اوباما في تحريك عملية السلام بإرغام حكومة الاحتلال على وقف الاستيطان في الأراضي الفلسطينية المحتلة. وقالت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون أمس بالعاصمة البحرينية أن واشنطن ستواصل العمل بشكل مكثف من أجل تحقيق السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين من خلال إيجاد ظروف مواتية لصياغة لائحة نهائية عبر المفاوضات المباشرة بين طرفي النزاع. وجاءت تصريحات كلينتون ردا على تصريحات أدلى بها أول أمس مسؤول في السلطة الفلسطينية لم يشأ الكشف عن هويته وأكد من خلالها أن الجهود الأمريكية لإرغام إسرائيل على وقف الاستيطان فشلت إلى حد الآن أمام رفض علني من حكومة الاحتلال اليمينية. ويبدو أن السلطة الفلسطينية وجدت نفسها في ضائقة سياسية بعد أن أبلغتها الإدارة الأمريكية بصفة صريحة عن فشلها في إقناع حكومة الاحتلال بتجميد الاستيطان في المستوطنات اليهودية في أراضي الضفة الغربية ووقف تهديم الممتلكات الفلسطينية في القدسالشرقية لإقامة مشاريع استيطانية يهودية مكانها. وتأكد فشل الإدارة الأمريكية في مواجهة التحدي الإسرائيلي بعد أن اكتفت اول أمس بالاكتفاء بالتعبير عن قلقها على قرار إسرائيل الأخير ببناء وحدات استيطانية جديدة في القدسالشرقية مؤكدة أن تلك الإجراءات تقوض جهود السلام. وقال فيليب كراولي المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية أمس أن بلاده أعربت للحكومة الإسرائيلية عن قلقها بشأن إعلانها بناء 625 وحدة سكنية استيطانية جديدة في القدسالشرقية. ولم تستطع إدارة الرئيس باراك اوباما إلى حد الآن إرغام الحكومة الإسرائيلية على وقف الاستيطان أو حتى تجميده لأشهر فقط في وقت تصر فيه السلطة الفلسطينية على حتمية وقفه بصفة نهائية مقابل قبول العودة إلى طاولة المفاوضات. واعترف ديفيد أكسلرود كبير مستشاري الرئيس الأمريكي باراك اوباما بهذا العجز وقال إن الولايات ''أمام منعطف حاسم'' ولديها ''الرغبة في تحقيق حل الدولتين'' مضيفا أن بلاده ستواصل فرض الضغوط لتحقيق السلام والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط. وجعلت مواقف البيت الأبيض المتخاذلة أمام التعنت الإسرائيلي الجانب الفلسطيني يصاب بخيبة أمل كبيرة ودفعت به إلى التهديد باللجوء إلى خيار الإعلان عن قيام الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع جوان 1967 لوضع الأممالمتحدة ومجلس الأمن الدولي أمام الأمر الواقع. ولكن ذلك لم يخرج عن إطار التهديدات بما يؤكد أن الجانب الفلسطيني يبدي مخاوف من عدم الاعتراف بها دوليا وخاصة بعد أن طمأنت الإدارة الأمريكية حكومة اليمين المتطرف في إسرائيل أنها سترفع حق النقض في وجه كل مسعى يسير في هذا الاتجاه.