كشف السيد دافيد ليبيات رئيس الوفد الحقوقي الأمريكي العائد من مخيمات اللاجئين الصحراويين بتندوف أمس بالجزائر العاصمة، أن زيارته سمحت بتوضيح الرؤية بخصوص القضية الصحراوية، على أنها عادلة وتستدعي التعجيل في حلها عن طريق تقرير المصير الذي تدعو إليه اللوائح الدولية، مشيرا في السياق إلى أن الادعاءات المغربية كلها سقطت في الماء بعد معاينة الظروف الصعبة التي يعيشها الصحراويون دون استثناء. وقال إنه لابد من تكثيف جهود التضامن نحو هذا الشعب مشيدا بالمناسبة بالعمل الجيد الذي تقوم به الجزائر على هذا الصعيد. وأكد رئيس الوفد الحقوقي الأمريكي أنه على الأممالمتحدة أن تحذو حذو الجزائر في الدعم المتواصل تجاه القضية من خلال الإعانات الإنسانية وحتى المواقف السياسية، وفي هذا الصدد أعلن السيد دافيد ليبيات أن الوفد المتكون من 11 عضوا يساندون القضية الصحراوية مضيفا أن ''الذهاب إلى مخيمات اللاجئين تجربة فعالة وحساسة، تسمح بالاطلاع عن كثب على معيشة الصحراويين وكيف أنهم صمدوا وتمسكوا بالحياة طيلة هذه الفترة''، مما دفع بالوفد الإقرار بدعمه الكامل للقضية. وفي هذا الصدد دعا المتحدث كل المهتمين إلى زيارة المخيمات، نافيا كل الادعاءات المغربية بخصوص طبيعة هذا الشعب المناضل من أجل قضيته، وأوضح أن الزيارة لم تكن مجرد استطلاع للأوضاع فقط وإنما هي معاينة حقيقية لطبيعة عيش الصحراويين في المناطق المحتلة، حيث وقفوا على مجموعة من الحقائق المرة التي تحاول السلطات المغربية إخفاءها وكشفت ادعاءاتها، وخلص إلى القول بضرورة التضامن الدولي مع القضية من أجل تحرير آخر مستعمرة في إفريقيا.وثمن رئيس الوفد الحقوقي الأمريكي موقف أعضاء من مجلس الشيوخ وغرفة النواب الأمريكيين مؤخرا، حيث دعوا كاتبة الدولة الأمريكية هيلاري كلينتون إلى دعم حق الصحراء الغربية في تقرير مصيرها، وطالبوا في رسالة إلى رئيسة الدبلوماسية الأمريكية بدعم طلب إدراج آلية لحماية حقوق الإنسان في مهمة بعثة الأممالمتحدة من أجل تنظيم استفتاء بالصحراء الغربية (مينورسو). من جهته أشار صحفي أمريكي ضمن الوفد إلى أنه قبل دخول مخيمات اللاجئين قام بزيارة إلى العديد من مدن المغرب، مما سمح له بإجراء مقارنة بسيطة نفى من خلالها الادعاءات المغربية التي مفادها أن رئيس الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية يعيش في قصر بالجزائر وأن منطقة المخيمات مركز لترويج المخدرات وأن جبهة البولزاريو وسيلة أريد بها عدم استقرار النظام المغربي. وأكد المتحدث بعد معاينته مخيمات اللاجئين أن الرئيس الصحراوي في الواقع يعيش في بيت متواضع ويملك خيمة متواضعة بمحاذاة البيت. وأضاف أنه زار كل من مدن الرباط، الدارالبيضاء، مراكش ومدينة الداخلةالمحتلة واستجوب أحد ممثلي البوليساريو الذي روى له الأوضاع الكارثية التي يعيشها الصحراويون هناك، من انتهاكات إنسانية جسيمة وأنه عانى من ويلات السجن سنوات عديدة على غرار العديد من الصحراويين القاطنين بالمنطقة. من جانبه، أكد رئيس اللجنة الوطنية لمساندة الشعب الصحراوي السيد محرز العماري أن زيارة الوفد الأمريكي للمخيمات تزامنت مع إحياء العالم لليوم العالمي لحقوق الإنسان ومع مطالبة أعضاء من الكونغرس الأمريكي بدعم القضية الصحراوية والتحقيق في أحداث العيون الأخيرة، بالإضافة إلى أنه يأتي عشية دخول الطرفين الصحراوي والمغربي في لقاء ثان غير رسمي من 16 إلى 18 ديسمبر الجاري لمواصلة التفاوض لبحث سبل تسوية القضية الصحراوية، وهي أحداث يمكنها أن تفعل رأي المجتمع المدني بخصوص القضية على المستوى الدولي. وذكر المتحدث بالموقف الثابت للجزائر ودعمها الكامل للمقاومة الشعبية في الأراضي المحتلة، والمنددة بانتهاكات حقوق الإنسان التي تقوم بها السلطات المغربية في حق الصحراويين، وجدد مطلبه بضرورة تدخل الأممالمتحدة لتوسيع مهام المينورسو.ودعا ممثل الوفد الصحراوي السيد محمد شيخي المجتمع المدني لممارسة الضغوطات اللازمة على المغرب وإجباره على تنظيم استفتاء حر ونزيه وفقا للشرعية الدولية الذي أقرته، وأشار إلى أن الانزلاق الذي حدث مؤخرا بمخيم العيون المحتل هو نتاج تراكم جملة من الأوضاع السياسية والاقتصادية السيئة. وأعرب رئيس بلدية الجزائر الوسطى السيد طيب زيتوني عن أمله في أن تكون زيارة الوفد الأمريكي فرصة لمد جسور التعاون والتضامن مع الشعب الصحراوي في كل المجالات، وعبر كذلك عن أمله في أن يكون موقف أعضاء الكونغرس متكررا في المناسبات القادمة، وأن تكون فكرة التضامن في الواجهة.