حسم الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني السيد عبد العزيز بلخادم في مرشح الأفلان لرئاسيات 2014 قاطعا بذلك الطريق أمام كافة التأويلات والتخمينات حول مصدر الأزمة الداخلية التي يعرفها الحزب. وقال ''مرشح جبهة التحرير في الانتخابات الرئاسية القادمة اذا طالت الأعمار سيكون مرشحنا هو الرئيس عبد العزيز بوتفليقة''. وجاء هذا التأكيد للسيد بلخادم في خطاب ألقاه أمام أعضاء اللجنة المركزية المجتمعين منذ أول أمس الخميس بفندق مزافران بالضاحية الغربية للعاصمة في دورة عادية. وكان الاجتماع فرصة للسيد بلخادم للحديث عن العديد من القضايا الحزبية وبخاصة ''رياح التقويم'' التي تقودها بعض القيادات السابقة حيث نالت حصة الأسد من خطابه الذي استمر قرابة ساعتين من الزمن، قطع خلاله كل تأويل بخصوص خلفيات ذلك التمرد وموقف الافلان من الانتخابات الرئاسية القادمة وقال بصريح العبارة'' مرشحنا في 2014 اذا كان للعمر بقية سيكون الرئيس بوتفليقة'' وأضاف موجها كلامه الى ''خصومه'' ''لا تتعبوا أنفسكم ولا تحاولوا إثارة البلبلة لأن الافلان قد حسم في مرشحه''. وتوعد بلخادم اولئك الذين ''يزرعون البلبلة ويسعون الى جعل الحزب متشرذما'' برد قاس عبر تفعيل القانون الأساسي للحزب في جانبه الانضباطي وأكد أن القانون سيطبق بصرامة في حق هؤلاء وأنه لا تسامح مع كل من يحاول المساس بالاستقرار الداخلي للحزب. وحسب السيد بلخادم فإنه اذا كانت قيادة الحزب رفضت قبل المؤتمر التاسع اتخاذ أية إجراءات في حق الأصوات التي تنادي الى ''التمرد'' بهدف لمّ الشمل فإنها لن تتوانى هذه المرة في تطبيق القانون بصرامة. وأوضح أن خصوم الافلان هم من الأحزاب السياسية التي تتنافس للفوز بأغلبية المقاعد في المجالس المنتخبة وليس من المناضلين. وأكد أن حزب جبهة التحرير الوطني لا يزال قويا وأنه سيبقى القوة الأولى في البلاد الى غاية ,2030 وبنى توقعاته هذه بتجذر الحزب في المجتمع. وعاد في هذا السياق إلى أصل ''الأزمة'' وأشار الى أن مصدر الغضب هو تركيبة المكتب السياسي. واعتبر موقف الغاضبين في غير محله كون المكتب محل الخلاف لم يقدم بعد تقرير نشاطه وقال ''اتركوا المكتب يشتغل وعندما يقدم حصيلة نشاطه فحينها فقط يتم محاسبته'' وأضاف أن الحركة الاحتجاجية تهدف الى جر الافلان نحو الأسفل وهو الأمر الذي لا يمكن السكوت عنه. وأضاف أن حزب جبهة التحرير الذي عاش وتعرض لأزمات ''لم يسقط رغم شدتها وتعدد الأطراف المشاركة فيها داخليا وخارجيا''، مشيرا إلى الحملة الشعواء التي تبنتها بعض وسائل الإعلام والتي كما قال ''لم تتمكن من أن تسوق أفكارا بل عمدت الى مجرد التعبير عن تمنيات''. وفي هذا الصدد، قال السيد بلخادم ''لم نلتفت للأصوات التي تحاول أن ترتفع لتكون أداة تشويش وأداة تفرقة واختلاف لأن المواجهة الحقيقية بالنسبة لنا تكمن في طرق العمل والتواصل مع المناضلين والمحبين وكل شرائح المجتمع ليزداد الحزب انتشارا''. وأشار الى أن الأصوات التي تعلو هنا وهناك وتجد صداها لدى البعض الذين تعودا انتهاز المواقف كتجارة ''لن تكون أعلى من صوت حزب جبهة التحرير الوطني بقيادته ومناضليه الأوفياء''. ومن جهة أخرى، استغل السيد بلخادم أشغال الدورة للحديث عن مبادرة طرحها القياديان عبد الرزاق بوحارة ومحمد بوخالفة ودعيا في هذا السياق إلى تقديم تصورات مفصلة بشأن كل القضايا التي تهم الحزب بكل ديمقراطية وحرية خدمة لمصلحة الحزب وذلك في الإطار النظامي. وذكر أن مبادرة القياديين لم تحظ في السابق بدعم من أعضاء الأمانة التنفيذية، وهو ما يفرض عليهم اليوم العمل على إقناع المناضلين بسداد طرحهما. ودعا الأمين العام السيدين بوحارة وبوخالفة الى طرح أفكارهما خلال هذه الدورة التي غابا عن جلستها الافتتاحية أو خلال الدورة القادمة للجنة المركزية. ومن جهة أخرى، دافع السيد بلخادم وبشدة عن كافة الخطوات التي شرع في تنفيذها منذ تجديد الثقة فيه، أمينا عاما للحزب في المؤتمر التاسع، ومنها على وجه الخصوص إنشاء نادٍ لرجال الأعمال ومركز دراسات والسعي من اجل الانضمام الى الأممية الاشتراكية. وبخصوص استحداث ناد لرجال الأعمال ومركز دراسات، اكد السيد بلخادم ان المنتقدين لهذه الخطوة يريدون حصر نشاط الحزب في الصراع داخل القسمات والمحافظات ولا يريدون أن يكون الافلان قوة اقتراح، ليؤكد ان مثل هذه الأفكار تعطي قوة اكبر للحزب في الساحة السياسية. وبخصوص سعي الافلان للانضمام لجبهة الأممية الاشتراكية، أوضح أن هذه الاخيرة ''لا يعني بأنها مستعدة للتطبيع مع إسرائيل التي هي عضو فيها'' مجددا في هذا الصدد مواقف الحزب الثابتة فيما يتعلق بدعم ومساندة الشعب الفلسطيني في نضاله وكفاحه من اجل استرجاع حقوقه المشروعة.