أحمد بوكلوة أستاذ مختص في علم الصيدلة الحيوانية، وباحث في مخبر الأبحاث قسم التسممات بجامعة قسنطينة، قدم بحثا قيما حول النباتات الطبية وكيفية التعامل معها وخاصية نبات الضروّ وخصائصه العلاجية، خاصة أنه من النباتات المنتشرة بقوة في حوض البحر الأبيض المتوسط، ومعروف أيضا لدى الجزائري. حول سر اتجاهه للبحث في علم النبات يقول'' لقد خلق الله تعالى الكثير من الأنواع النباتية التي تخدم صحة الإنسان، وهو الآمر الذي دفعني للبحث في هذا العالم المليء بالأسرار والخبايا، ولهذا أحاول إعطاء القيمة للاستعمال النباتي عند الشعب الجزائري بصبغة علمية، فلا يخفاكم أن الاستعمال قد يكون خاطئا، فالكثير من الجزائريين لا يعرفون القيمة التي تؤخذ من هذا النبات أو من ذاك، فالزنجبيل مثلا أصبح موضة والكل يتناوله الآن، لكن هناك أمر ضروري يجب الانتباه له هو أنه يسبب التهابا حادا في الحلق لأن القيمة المأخودة منه غير مدروسة ولهذا يؤدي الى أضرار أخرى. ويواصل محدثنا قائلا: ''أما بالنسبة للنبات الذي قمت بالبحث فيه هو نبات الضرو هو نبات مستعمل بقوة في منطقة البحر الأبيض المتوسط وهي شجرة برية لا تزرع وتعطي ثمارا تتمثل في حبيبات صغيرة تسمى فاكهة الضرو نحن نستغل زيتها فقط، أما في الغرب فتستخرج منها الزيوت الطيارة والأوراق لعلاج مختلف الأمراض ولحاء الشجرة أيضا لعلاج الأسنان. في الجزائر يستخرج زيته كما يستخرج زيت الزيتون وهو جد فعال ويستعمل للحروق ففي ظرف ثلاثة أيام فقط تزول الندبة وكل أثار الحرق بشرط أن تستعمل في ذات اللحظة التي يصاب فيها المرء بالحرق سواء بالماء الساخن أو الزيت خاصة عندما تكون الإصابة جديدة، نحن نريد إعطاء صبغة علمية لهذا الزيت الذي يعرفه الجزائري ويستعمله أيضا، أي كيف نستعمله، والكمية المسموح بتناولها منها، وقد قمنا بتجارب مختلفة على الفئران والأرانب، فقد وضعناه كمادة خام بدون معالجة كيميائية على جلد الأرنب الذي يشبه جلد الإنسان لأنه ولود، أما بالنسبة للفئران فقد قمنا بتجارب حول السمية وقد لاحظنا أن الزيت ينفع للقرحة المعدية بحيث لا تتجاوز مدة الاستعمال الثلاثة أو الخمسة أيام، ثم يتوقف مستعمله لمدة شهر ثم يعاود الكرة مرة أخرى بصورة متقطعة، فهو ضد القرحة المعدية. أما بالنسبة للقصبة الهوائية وأمراض العين فينصح بوضع قطرة لصفاء البصر، كما أنه جد مفيد للالتهاب الرئوي حيث ينصح بأخد ملعقة قهوة صباحا أي بمعدل 5 مللتر فقط. ووضعناه لمدة 3 أسابيع على جلد الأرنب السليم فوجدنا أنه يسبب التهابا خطيرا على الجلد وهذا معناه أننا إذا كنا نعاني من مرض جلدي لا نضعه أكثر من أسبوع واحد فقط. كما قمنا بحروق مخبرية على جلد الأرانب لمعرفة فعاليته ضد الحروق، ثم قمنا بصب زيت الضرو على الحروق فاتضح أن زيت الضرو يعالج الحروق في مدة أقصر من المدة التي تقدمها أدوية أخرى موجودة على مستوى الصيدليات، علما أن هذا الزيت يعالج بدون تعفنات أي أنه ضد بكتيري، ويعالج الالتهابات فالبكتريا لا تعيش فيه ونحن نواصل الدراسات في هذا المجال. أردنا أن نعرف أيضا إن كان ساما أم لا في حالة اذا ثم تناول جرعات كبيرة منه بحيث قمنا بتقديمه لفار عن طريق الحقنة الحلقية، وهنا تبين أنه غير قاتل وليس لديه درجة تسمم حادة، لكن يجب التنبيه إلى أن كثرة استعماله يسبب هبوطا في انزيمات الكبد، والقرحة معدية، ويرفع معدل السكر في الدم. ويضيف الباحث قائلا: ''هذا النبات جزء من ثقافتنا لهذا أتمنى أن يستثمر في صناعة الأدوية وأن يستخرج منه منتوج بدون أضرار وأن نواصل في البحث ونقوم بتجارب أخرى للبحث في صفاته التي لم نكتشفها بعد''.