بينما تتجه الأنظار إلى الجولة الرابعة من المفاوضات بين جبهة البوليزاريو والمغرب في مانهاست الأمريكية، يجري المغرب مناورات عسكرية يعتبرها المتتبعون الأولى من نوعها في المناطق الصحراوية المحتلة نظراً لمشاركة جميع الوحدات فيها، واشراف الجنرال عبد العزيز بناني المفتش العام للقوات المسلحة الملكية· وذكرت صحيفة "الصباح" أن المناورات التي بدأت أمس في منطقة أوسرد بالمناطق المحتلة شاركت فيها الوحدات الحربية البرية والجوية والبحرية، وأضافت الصحيفة استناداً إلى مصدر عسكري مغربي وثيق الاطلاع أن طائرات حربية من نوع "ميراج أف1" وميراج أف 5" ومروحيات، بالاضافة الى فرقاطتين تابعتين للبحرية الملكية وصلت خلال الأربعة أيام الماضية الى مدينة الداخلةالمحتلة للمشاركة في المناورات· وللتذكير فإن المغرب يجري المناورات في مناطق محتلة لايزال النزاع عليها مطروحاً على الأممالمتحدة ومدرجا في قائمة قضايا تصفية الاستعمار، بحيث تعتبر القضية الصحراوية آخر قضية تصفية استعمار في القارة الافريقية· ويؤكد متتبعون للنزاع في الصحراء الغربية أن بين المغرب وجبهة البوليزاريو اتفاق وقف إطلاق النار من أجل فسح المجال أمام الحل السياسي والسلمي، لكن المغرب بهذه "التحرشات" العسكرية يكشف عن النوايا التوسعية غير آبه بما ستسفر عنه المفاوضات بين الطرفين، وهو ما يؤكد التماطل في التعامل مع النزاع وفق ماتنص عليه الشرعية الدولية من أجل التوصل الى تنظيم استفتاء يمكن الشعب الصحراوي من ممارسة حقه في تقرير المصير· ولايستبعد أن تكون هذه المناورات محاولة من المغرب إظهار أنه متحكم في المناطق الصحراوية المحتلة، خاصة بعد أن عقدت جبهة البوليزاريو مؤخرا احتفالاتها بتيفاريتي المحررة وشارك فيها العديد من مندوبي الدول المساندة لنضال وكفاح الشعب الصحراوي، كما أن هذه المناورات هي استعراض للعضلات بعد أن هددت البوليزاريو في مؤتمر ذكرى تأسيسها أن خيار العودة الى السلاح يبقى غير مستبعد إذا ماتمادى المغرب في تماطله وتعنته لربح الوقت وتكريس منطق الاحتلال!