ترأس وزير الصناعة وترقية الاستثمارات مساء أول أمس بمقر الوزارة جلسة عمل خصصت للنظر في نتائج دراسة أنجزت حول الإنتاج الصيدلاني في الجزائر تضمنت بالخصوص المكانة التي يحتلها القطاع العمومي في السوق الوطنية· وقدمت للوزير بالمناسبة توصيات مجموعة "دراسات واستثمارات دولية" المكلفة بوضع تقييم للصناعة الصيدلانية في الجزائر، كما تم تقديم مقترحات تخص مسعى للشراكة وفتح رأسمال وتطوير مجمع "صيدال" الذي يحتل المرتبة الرابعة في سوق الانتاج الصيدلاني بالجزائر من حيث رقم الاعمال والأولى من حيث الإنتاج ب135 مليون وحدة سنويا· ذلك ما أشار إليه بيان للوزارة صدر أمس والذي ذكر بأن حصة الأدوية الجنيسة المباعة في الجزائر تمثل حسب الدراسة المقدمة للوزير "35 بالمائة من مبيعات الدواء في السوق المحلية و24 بالمائة من حيث رقم الاعمال فيما تمثل على المستوى العالمي 45 بالمائة من المبيعات و35 بالمائة من حيث رقم الاعمال"· وكان تمار قد التقى بمهنيي الصناعة الصيدلانية الجزائريين في اكتوبر الماضي خلال تنظيم الملتقى الدولي حول آفاق الصناعات الصيدلانية من طرف الاتحاد الوطني للفاعلين في الصيدلة الذي يضم أهم الشركات العاملة في المجال منها صيدال· وحينها عبر الوزير عن اقتناعه بأن سياسة الحكومة "واضحة" في هذا المجال وأنها مستعدة لمساعدة الفاعلين الوطنيين لتطوير الصناعة الصيدلانية، رغم انه لفت الانتباه إلى انه في كثير من الحالات يحدث أن "تتعارض مصالح الدولة مع مصالح المؤسسات" لأن الأولى تضع نصب عينيها المستهلك بالدرجة الأولى عكس الثانية التي تبحث اولا عن الربح· لكنه اعتبر أن إيجاد نقاط توافق أمر ممكن طالما توفرت الإرادة لدى الطرفين· في هذا السياق دعا شركات الدواء الوطنية التي تتشكل أساسا من مؤسسات صغيرة ومتوسطة بالتفكير في الاندماج مع بعضها البعض لتكوين شركات كبيرة أوالاندماج مع شركة صيدال العمومية التي تفكر الحكومة في تحويلها إلى عملاق لإنتاج الدواء حسبما كشف عنه· ودعاها كذلك إلى الاستفادة من برنامج التأهيل الذي وضع خصيصا لها سعيا لتغيير طرق عملها، حيث انتقد تمار بصفة مباشرة طرق تسييرها الحالية وقال للمتعاملين الحاليين "عليكم أن تتغيروا" مشيرا إلى ضرورة التحول نحو التخصص في الإنتاج، واقترح عليهم في هذا السياق الاستفادة من خدمات المكاتب القانونية التي تضع الوزارة تحت تصرفهم· كما اعتبر أن التخوف من الاستثمارات الأجنبية المباشرة أمر غير منطقي لأن هذه الأخيرة موجودة فعلا بالجزائر عبر الاستيراد· وطرح في الشهور الاخيرة ملف الانتاج الصيدلاني بالجزائر على عدة اصعدة بعد أن عرفت فاتورة استيراد الدواء ارتفاعا مطردا مسجلة اعلى مستوياتها لاسيما بعد أن عرف الاورو ارتفاعا كبيرا مقارنة بالدولار -مع العلم أن الجزائر تستورد كل حاجياتها من الدواء تقريبا من اوروبا-· وبلغت واردات الجزائر من الادوية في 2007 حسب احصائيات الجمارك الجزائرية- حوالي 1.4 مليار دولار بزيادة نسبتها 16.5 بالمائة مقارنة بسنة 2006، في وقت تعاني منه الصناعة الصيدلانية المحلية مشاكل عديدة جعلتها لاتستجيب الا لنسبة 30 بالمائة من الاحتياجات الجزائرية من المنتجات الصيدلانية·