دشن وزير الصيد البحري والموارد الصيدية السيد عبد الله خنافو أمس باخرة البحث والتنقيب ''قرين بلقاسم'' التي وصفها بالمكسب الهام للقطاع والبحث بالجزائر، حيث ستقوم بأول عملية بحث شهر جوان القادم بعد تحديد قائمة البحوث وتدريب طاقم البحث على استغلال التجهيزات العلمية الحديثة بالباخرة التي تعد الأولى من نوعها في القارة الإفريقية، ولن تتوانى الوزارة في عقد اتفاقات شراكة مع عدد من الدول المغاربية والإفريقية لوضع الباخرة في خدمتهم، وهو ما يسمح بتوفير مدخول مالي لخزينة الدولة مستقبلا . بعد أن كانت وزارة الصيد البحري والموارد الصيدية تلجأ إلى عدد من الدول الأوروبية لتأجير بواخر علمية بغرض تقييم الثروة السمكية بالجزائر، سيتمكن الباحثون ال 48 التابعون للمركز الوطني للبحث في تربية المائيات ببلدية بوسماعيل ابتداء من شهر جوان القادم من الإبحار على متن الباخرة الجديدة لإعداد عدة بحوث تخص علم البحار وتقييم الثروة السمكية عبر كامل السواحل الجزائرية، بما يسمح مستقبلا بتحديد المناطق الرئيسية لتوزيع الموارد الصيدية والمواصفات المائية الرئيسية للشريط الساحلي الوطني، بالإضافة إلى تحديد المواصفات البيولوجية لعدة منتجات بحرية، مع ضمان انجاز خرائط الصيد البحري الخاصة بأعماق الشريط الساحلي الوطني. واستعرض الوزير في كلمته بالمناسبة أمام وزيري كل من المجاهدين السيد محمد شريف عباس والسياحة والصناعات التقليدية السيد اسماعيل ميمون والوزيرة المنتدبة المكلفة بالبحث العلمي السيدة سعاد بن جاب الله، بالإضافة إلى قنصل السفارة الاسبانية بالجزائر أهمية اقتناء مثل هذا النوع من البواخر التي تسمح مستقبلا بتفعيل البرنامج الوطني للبحث العلمي بما يخدم ترقية نشاطات الإنتاج الخاصة بالقطاع، علما أن الباخرة التي أشرفت على صناعتها ورشة اسبانية متخصصة في المجال كلفت الدولة 600 مليون دينار جزائري، وتعد آخر حلقة في سلسلة نشاطات وزارة الصيد البحري في مجال عصرنة مجال البحث العلمي للانطلاق في عملية تقييم واسعة للثروة السمكية السطحية والجوفية عبر الشريط الساحلي، ومن خلال النتائج المحصلة يمكن مستقبلا التحكم في جهد الصيد واستغلال الثروة البحرية بطريقة عقلية. وعن الأهداف المنتظرة بعد دخول باخرة البحث حيز النشاط، أشار ممثل الحكومة إلى أن المعطيات الجديدة التي يرفعها الباحثون ستسمح بعصرنة منظومة القوانين وتحديد فترات الراحة البيولوجية لمختلف أنواع السمك، مع اكتشاف مناطق صيد جديدة ترفع من مردودية الإنتاج، ليوجه الوزير في نهاية كلمته نداء لكل الدوائر الوزارية التي لها علاقة مباشرة بعلم البحار وتهيئة الساحل والبحث العلمي لتنسيق العمل في استغلال الباخرة حتى ينعكس البحث على تطوير الاقتصاد الوطني، مشيرا إلى فتح المجال للتعاون الدولي للاستفادة من خدمات الباخرة العلمية ''قرين بلقاسم'' التي تتوفر على آخر ما جادت به تكنولوجيات البحث والتنقيب في أعماق البحار. وخلال الزيارة التفقدية التي قادت الوفد الوزاري على متن الباخر ابدى الجميع إعجابهم بهذا المكسب الجديد وكل ما يحمله من تجهيزات علمية حديثة ومخابر وقاعات للإعلام الآلي، وبعين المكان صرحت الوزيرة المنتدبة المكلفة بالبحث العلمي السيدة سعاد بن جاب الله ل ''المساء'' أن التجهيزات العصرية على متن الباخرة يمكن لها توفير عدة معلومات تخص مجال البيئة لتحديد نوعية المياه ومركز البحث في علم الفلك والفيزياء الفلكية والجيوفيزيائية لتحديد نوعية تشققات الأرض في باطن البحر بما يخدم متابعة النشاط الزلزالي بالجزائر، وبخصوص تموين مشاريع البحث التي تقوم بها الباخرة أكد وزير القطاع أن وزارة الصيد البحري ستوفر الدعم المالي لتموين كل المشاريع المتعلقة بالقطاع في حين خصصت الحكومة لخمس سنوات القادمة 100 مليار دج لكل برامج البحث المسجلة. ويذكر أن وزارة الصيد البحري والموارد الصيدية أطلقت اسم الشهيد ''قرين بلقاسم''.0 على الباخرة عرفانا للبطولات التي قدمها فداء لهذا الوطن، وبالمناسبة تم تكريم أخ الشهيد، وتعد هذه الباخرة الثانية التي تدعم بها قطاع الصيد بعد باخرة التكوين ''بن زازة'' التي تسلمها القطاع سنة .2008