تأسف مهاجم المنتخب الوطني المحلي، فاهم بوعزة، على ضياع فرصة ''الخضر'' للمرور إلى نهائي كأس إفريقيا للمحليين التي بلغت دورها النهائي، كما يعتبر أن الجزائر قدمت مستويات لا بأس بها في كل المواجهات التي خاضتها خلال هذه الدورة، التي شهدت ميلاد منتخب وطني ستكون له كلمته في المواعيد القادمة. ما تعليقك على الانهزام والإقصاء أمام تونس في نصف النهائي؟ حاولنا بكل الوسائل المرور الى النهائي على الأقل وعدم الاكتفاء بالمشاركة من اجل المشاركة، لكن كما يقال ''الله غالب'' اصطدمنا بمنتخب قوي هو الآخر، وله خبرة أكبر منا نسبيا، ويستحق حتى التتويج بلقب المنافسة. وما هي في ر أيك الأسباب التي ساهمت في الإقصاء؟ التعب بدرجة أولى، حيث لعبنا حوالي 6 مباريات خلال 25 يوما، كما أن توقف المنافسة في البطولة الوطنية الجزائرية، ساهم في انخفاض ريتم وأداء جميع اللاعبين دون استثناء، وهو ما يكون قد لاحظه الجميع في مباراة أول أمس، خاصة في الشوطين الإضافيين. ولكنكم اكملتم المواجهة بتعادل رغم التعب الذي بدا واضحا على أدائكم؟ الإرادة والثقة في المرور إلى النهائي هو ما كان يحفزنا ويعطينا الحماس على مواصلة المواجهة امام منتخب تونس القوي، لكن الحظ ابتسم للتونسيين الذين يستحقون التأهل، ونتمنى أن يعود لقب الدورة إليهم. وماذا عن مجريات المباراة في شوطيها خلال التسعين دقيقة الرسمية؟ لاشك أن الجميع شاهد كيف اتسمت المواجهة بالتكافؤ الكبير، حيث كان الشوط الأول لصالح ''التوانسة''، بينما كان الشوط الثاني في صالحنا، حيث فرضنا منطقنا وكنا الأحسن تنظيما، وهذا بفضل توجيهات الطاقم الفني، وكذا إرادة لاعبينا الذين أدوا ما عليهم ولم يبخلوا تماما ببذل أقصى جهودهم للوصول إلى النهائي على الأقل، الذي كان قريبا جدا، بما أننا خلقنا فرصا عديدة وحقيقية للتهديف، لكن لحسن الحظ لم نتمكن من تجسيدها. وكيف تقيم مشواركم منذ انطلاق المنافسة؟ المنتخب الوطني حضر إلى السودان من اجل هدف وحيد يعرفه الجميع، وهو التتويج باللقب، أو الوصول إلى النهائي كأدنى تقدير، وهو ما عكسه الأداء المقدم من طرفنا في كل المواجهات التي لعبناها، وأعتقد أن المختصين في شؤون كرة القدم، يكونون قد لاحظوا الطريقة التي سيرنا بها مواجهاتنا، التي خضناها بارتياح كبير، لذا أعتقد أننا كنا في المستوى لولا الإقصاء غير المستحق. تواجهون المنتخب السوداني في مباراة ترتيبية، فهل المركز الثالث هدفكم الآن؟ بكل تأكيد، فرغم التأثر الذي سيطر على معنوياتنا عند الخسارة في نصف النهائي، إلا أن عزيمتنا كبيرة لحجز المركز الثالث، الذي يعتبر انجازا، بما أن مستوى الدورة عموما كان لا بأس به بشهادة المتتبعين لشؤون كرة القدم الإفريقية. ولكن المأمورية ستكون صعبة لأن المنافس هو منتخب السودان الذي سيلعب على أرضه مدعما بآلاف من أنصاره؟ ندرك صعوبة المهمة، ولكن لا خيار لنا سوى الفوز لاحتلال المركز الثالث حتى لا تذهب كل تضحياتنا ومجهوداتنا أدراج الرياح، كما أننا نملك نظرة شاملة على أداء منافسنا غدا، حيث سبق لنا مواجهته لحساب دور المجموعات، في المواجهة التي انتهت بالتعادل وتأهلنا إثرها إلى ربع النهائي. صراحة، ألا تشعرون بالندم بتضييعكم فرصة التتويج، خاصة وان الجميع رشحكم للفوز بالكأس؟ وماذا ينفع الندم الآن، كل شيء جرى ولم يبق اليوم سوى التفكير فيما هو قادم، لأن حياة الفرق والمنتخبات لا تتوقف على مباراة أو منافسة بعينها، والمشوار مازال طويلا أمام المنتخب الوطني، وسيكون للطاقم الفني الوقت الكافي لتصحيح بعض الأخطاء التي يكون قد دونها في هذه الدورة. ماذا تريد أن تضيف في الأخير؟ أتأسف لكل الجمهور الرياضي الجزائري على عدم العودة باللقب إلى الجزائر الذي كان ينتظر حدوث ذلك، ولكن أطمئنهم بأن موعد السودان كان فرصة لإعلان ميلاد منتخب وطني محلي، من شأنه أن يحفز المواهب في البطولة الوطنية على تقديم الأفضل والاجتهاد أكثر للفت أنظار الطاقم الفني مستقبلا.