يصر العلماء والباحثون على ضرورة العودة للطبيعة والاستفادة من مزاياها وهداياها التي لا تعد ولا تحصى، حيث قدم الباحثون والأطباء المئات من الكتب التي تشجع آلية العودة للطبيعة لما لها من خصائص إيجابية أعطت ثمارها على المدى القريب والمتوسط والبعيد أيضا، الدكتور يو وا تشن خريج كلية الطب في باريس، يجمع بين الثقافتين الشرقية والغربية في العلاج، يمارس الوخز بالإبر والعلاج بالأعشاب والعلاج بالغذاء استنادا الى علم الطاقة، يدرس ويمارس الوخز بالإبر في مستشفيات عديدة، قدم كتابا مميزا حمل عنوان الغذاء المناسب بحسب طبعك، والذي تحدث فيه بإسهاب. يعرض الدكتور يوا وا تشن في كتابه الغذاء المناسب بحسب طبعك كيفية اختيار الطعام للحفاظ على الصحة وتحسنها، لتجنب الأمراض الخطيرة نسبيا وحتى الشفاء منها، في إشارة الى ضرورة العودة الى الطبيعة لتحقيق التناغم بين البشر والطبيعة فمعرفة الغذاء بحسب الطاقة الغذائية تساعد على مطابقته مع الحاجات الشخصية واليومية، ومفهوم الطاقة الكونية التي نشكل كلنا جزءا منها إلى جانب غذائنا الحيواني والنباتي والمعدني. وبحسب نظرية الين واليانغ الكونية أي البارد والساخن او بمفهوم الين الشخص هادئ الطبع الخامل واللامبالي والمنطوي على نفسه، اما اليانغ الشخص النشيط العصبي جدا التي تناولها الدكتور يوا وا تشن بشكل مبسط ومفهوم، أشار في القسم الأول الى ان الطعام وحدة طاقة تنتجها الطبيعية وتتمتع بخصائص غذائية ين اويانغ وبتأثير معين على حركة الطاقة الحيوية في الجسم ولها خصائص موسمية وطريقة تحضير خاصة بها. أما الإنسان من جهته فيتم التعامل معه وفقا لطبعه وللخصائص التي تميزه، وقد حدد الأطباء وعلماء التغذية الصينيون تحديد خمسة نماذج أساسية لدى الرجل والمرأة هي حالات الدينامكية الخمس لليانغ والين: اليانغ المتطرف، اليانغ الين، الين المتطرف النموذج المحايد، بحيث يمكن الاستفادة من الاستمارات المدرجة في الكتاب لاختيار الأطعمة وطرق الطهو المقترحة لتحسين الوضع الصحي وحالات الضغط النفسي، ويقسم طب طاقة الين واليانغ طاقة الجسم لأربع طاقات أساسية وهي الطاقة الدفاعية وهي الطاقة الأكثر حركة في الجسم والتي تهب بسرعة لحمايته من الاعتداءات الخارجية، والطاقة المغذية وهي التي تؤمن التغذية للجسم وتنتج عن ايض الطاقات الغذائية التي تتلقاها المعدة والطاقات التنفسية التي تتلقاها الرئتان، الطاقة الثالثة هي الطاقة الأصلية او الوراثية التي يرثها كل فرد منذ ولادته وهي ناجمة عن اتحاد طاقة الأم وطاقة الأب، اما الطاقة الرابعة فهي الطاقة الذهنية المنبعثة من كل عضو وهي الطاقة التي تستقر في الدماغ ويحافظ عليها من جهة بالحواس الخمس التي تؤمن ارتباطها مع البيئة المحيطة والاجتماعية، ومن جهة أخرى بالجزء النقي من الطاقة التنفسية والغذائية وتتضمن بدورها خمس فئات وهي الانفعالات والحياة العاطفية، الأفكار والذاكرة، حياة اللاوعي إرادة الحياة وحس القرار، الإدراك، الحلم والخيال، وتطرق الى الأطعمة وخصائصها المانحة للطاقة، الأطعمة ذات الطبيعة المنعشة والباردة، الأطعمة ذات الطبيعة الفاترة والساخنة، النكهات الخمس للأطعمة'' الحريف، المذاق المر، المالح، الحامض الحلو. أما في القسم الثاني فقد استعرض الفئات الغذائية كاللحوم والألبان والاجبان والبيض، الأسماك وثمار البحر، الخضار والفواكه، التوابل، الأعشاب، مشروبات وأطعمة أخرى متنوعة ويفصل كل مادة غذائية على حدة من حيث طبيعتها الساخنة أو الباردة، ومذاقها الأساسي وتأثيرها في مختلف الوظائف العضوية والفكرية، بالإضافة الى ما يرافقها من نصائح غذائية وطرق الطهو، ويتناول القسم الثالث الأوجاع والاضطرابات الصحية الأكثر شيوعا، والمتعلقة بالضغط النفسي خاصة ان الاضطرابات الوظيفية المرتبطة بشخصية المريض والطاقة التي تسري في جسمه، بحيث ارفق كل حالة من الحالات بالنصائح الغذائية والعملية، وتطرق في هذا الجزء الى نظام ين ويانغ الغذائي في مواجهة مشكلة الوزن الزائد والبدانة التي يعاني كثيرون منها. التغذية في الشرق الأقصى تركز على تأثير كل مادة أو فئة غذائية على التوازن الفيزيولوجي او توازن الطاقة في جسم الإنسان وبالتالي فإن نظام الين واليانغ الغذائي لا يأخد بعين الاعتبار الخصائص الغذائية لطعام معين فحسب، إنما أيضا تكوين جسم الشخص وحالته لأن كل جسم يتمتع بطريقة أيض للغذاء مختلفة عن الأيض في الأجسام الأخرى، وله قدرة مختلفة على مقاومة الأمراض.