انطلقت، أمس، بديوان رياض الفتح في العاصمة فعاليات الصالون الوطني للمقاول المحلي، تحت شعار ''دور الجامعة في إنشاء وتنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة''، بحضور مقاولين ورؤساء مؤسسات وجامعيين ومسيرين. فعاليات الصالون التي تدوم أربعة أيام، وتجري تحت رعاية وزارة الصناعة وترقية الاستثمار والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة، تميز يومها الأول، بإلقاء محاضرات من طرف أساتذة جامعيين حول الكفاءات المطلوبة في تسيير المقاول لمؤسسته، وأوضح في هذا الشأن الدكتور عز الدين كركوب من المدرسة العليا للتجارة، أن المقاول يوجد في قلب الاقتصاد منذ الفكر الاقتصادي الكلاسيكي ومن آدم سميت إلى يومنا هذا، مستشهدا بمقولة الاقتصادي جورج جيدار ''المقاول هو الوحيد الذي يخوض معركة عادلة ضد الفقر ومن أجل خلق مناصب شغل''. وأضاف المحاضر أن المقاول مطلوب منه قدر من المعارف وقدرة على التكيف مع المحيط الاقتصادي، إضافة إلى اعتماد خطوات المانجمنت الحديث بدءا بالتخطيط، التنظيم فالتسيير والرقابة، وهي الخطوات التي يتبعها المسير من أجل جعل الفريق العامل منسجما وفعالا، كي يتم التغلب على الصعاب التي تواجه المؤسسة أو المقاولة. إلى جانب ذلك، تم التطرق بعد تنظيم ورشة عمل حول الموضوع السالف الذكر، إلى مسار وميكانيزمات انخراط مراكز البحث الجامعي في برنامج إنشاء وتنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، إضافة إلى تنظيم ندوة للنقاش والاتصال، حول الشباب حاملي المشاريع وإجراءات الدعم والمساعدة في إنشاء المؤسسات ومسيري المؤسسات الناجحة. وقد شهدالصالون، تنظيم معرض للمبتكرين والمخترعين الجزائريين الذين أكدوا لنا أن براءات اختراعهم المعترف بها وطنيا ودوليا، تنتظر من يجسدها من أصحاب المؤسسات العمومية والخاصة حتى يتسنى للمجتمع والاقتصاد الوطني، الاستفادة منها. وفي هذا الصدد، يقول الباحث المخترع، السيد عبد الغني شقار، أن اختراعه المتعلق بمانع تسرب الغاز في البيوت والذي حاز في أكتوبر الماضي بفرنسا على الجائزة الأولى لبراءات الاختراع التي تنظمها جمعيات الاتحاد الأوروبي، وقبلها على جائزة المؤتمر العالمي للغار بالأرجنتين سنة ,2009 لم يجد من يجسده من مؤسسات عمومية أو خواض بالرغم من أنه طرق كل الأبواب وفي مقدمتها شركة سونلغاز ولكن- يضيف محدثنا- لا حياة لمن تنادي، بالرغم من أن اختراعه يدخل في صميم ضمان أمن المواطنين والعائلات الجزائرية من المخاطر القاتلة لتسرب الغاز. ويعتبر هذا الاختراع حسب صاحبه، تكنولوجيا جديدة في مجال ديناميك السوائل بعد بحث دام أكثر من 11 سنة، ويمكن الاختراع من تفادي كوارث الانفجارات والاختناقات التي تعد بالآلاف سنويا عبر العالم جراء تسرب الغاز. أما الاختراع الثاني والذي حاز على جائزة صالون الابتكار والاختراع لجون كاير بفرنسا، الخريف المنصرم، فهو لصاحبه السيد تيدافي عبد الرحمن حول سترة طبية لمراقبة وتخفيض الحمى عند الرضع والأطفال (جائزة المتبرعين بالدم). وعلى غرار براءة الاختراع الأولى، لم يجد بعد السيد تيدافي من يجسد اختراعه بالرغم من مساعيه لاسيما مع وزارة الصحة التي وعدته بمنح اعتماد استعمال هذه الوسيلة الطبية، والمنظمة العالمية للصحة التي ينتظر موافقتها على اعتماد هذه الوسيلة ضمن الأدوات الصحية الاستراتيجية في العالم، والتي تريد المنظمة، تعميم استعمالها في العالم، لاسيما في أوساط اللاجئين والفارين من النزاعات وأماكن تفشي الأمراض المتنقلة والمعدية. ومن براءات الاختراع التي حازت اعترافات وجوائز دولية، ابتكار أقراص مضادة للصراصير البيئية لصاحبها زكور أحمد والتي حازت الجائزة الثالثة في العالم سنة 2008 بفرنسا، وكذا ابتكار الوسائط الهوائية متعددة الحماية للمخترع جرعون رضوان والتي حاز بفضلها على ميدالية ذهبية بألمانيا. ويتأسف المخترع عبد الغني شقار أن لا تجد مثل هذه الاختراعات الوطنية، المؤسسات ورجال الأعمال الذين يجسدونها بما يعود بالخير العام عليهم وعلى البلاد. وكشف لنا أن براءات الاختراع في الجزائر بلغت 800 براءة سنة 2010 بعدما كانت 250 فقط. يذكر أن فعاليات الصالون حول المقاول المحلي، تتوج بتوصيات تنبثق عن خمس ورشات عمل وإعلان نتائج مسابقة إنشاء أحسن المؤسسات الصغيرة والمتوسطة.