تشكل المباراة التي تواجه فيها اليوم مولودية الجزائر بهراري نادي ديناموس لحساب الدور الثاني من كأس رابطة الأبطال امتحانا آخر لزملاء كودري لتأكيد قدرتهم على الاستمرار في هذه المنافسة القارية التي يسعون للذهاب فيها بعيدا من أجل إنقاذ موسم مليء بالخيبة التي لحقت الفريق منذ انطلاق البطولة الوطنية. نفس الشيء يقال بالنسبة للمدرب نور الدين زكري، المطالب باجتياز بنجاح أول مباراة رسمية له مع فريقه الجديد بعد أيام معدودة من اعتلاء عارضته الفنية، وهذا ما يجعلنا نتفاءل بإمكانية حدوث رد فعل إيجابي من ممثلنا في هراري رغم صعوبة المهمة التي تنتظر لاعبيه وطاقمه الفني. زكري يحث لاعبيه على اعتماد اللعب الهجومي وكانت تشكيلة العميد قد حلت بعاصمة زيمبابوي أول أمس بعد رحلة متعبة قادتها من الجزائر نحو مصر وجنوب إفريفيا ووصولا إلى هراري، وقد عبر زكري بعين المكان عن ارتياحه الكبير لتمكن عناصره من استرجاع قواها، وسمح له ذلك بتطبيق خطة عمله في الحصص التدريبية الثلاث التي كانت مبرمجة بملعب روفارو الذي يحتضن المباراة الرسمية بين الفريقين اليوم. وقد عمد بن زكري إلى تعويد عناصره على تطبيق اللعب الهجومي في كل التمرينات التي قاموا بها بذات الملعب، وهو ما يعكس التصريحات التي قال فيها قبل تنقل الفريق إلى زيمبابوي: ''لم أحايد أبدا في مشواري التدريبي على اختيار الضغط على المنافس داخل منطقته، وهذا ما أريد تطبيقه في اللقاء ضد ديناموس. لقد أقنعت اللاعبين بضرورة البحث عن تسجيل نتيجة إيجابية من شأنها أن تسهل مهمتنا في مباراة العودة." وستقع مهمة تسجيل الأهداف على عاتق سفيان، عمرون وعطافان، لاسيما وأن كل واحد منهم وعد قبل السفر الى زيمبابوي بهز شباك أف سي ديناموس. ولا شك أن مردود هذا الثلاثي سيكون مرتبطا بمدى الدعم الذي ستقدمه له عناصر وسط الميدان مقداد وكودري وداودي. وفضلا عن اختيار اللعب الهجومي، فإن لاعبي المولودية مطالبون بتأمين قواعدهم الخلفية من خلال منع المنافس من تطوير لعبه انطلاقا من وسط الميدان، مما سيجبر زكري على اختيار خطة تجمع بين الهجوم والدفاع، ويرجح أن يلجأ إلى فرض خطة 4-.4-2 التي تعد مناسبة لإمكانيات الفريق الذي لا يتوفر تعداده على كثير من البدلاء بعدما انتقل إلى هراري بستة عشر لاعبا فقط، وهو الهاجس الكبير الذي يواجهه الطاقم الفني بدءا بامتلاكه لحارس واحد فقط وهو محمد أمين زماموش، في حين أن مشاركة سفيان حركات تبقى غير مؤكدة، حيث تعذر عليه إجراء الحصة التدريبية ليوم أمس بسبب معاناته من ألام في الظهر، ولحسن حظ المدرب زكري أن بدبودة، الذي عاد بقوة في الأسابيع الفارطة، يوجد على أتم الاستعداد لخلافة زميله للعب إلى جانب مغربي، وأيضا بصغير وزدام الذين سيلعبان كظهيرين للدفاع. وقد حاول زكري منذ وصول الفريق إلى هراري القيام بعمل بسيكولوجي تجاه لاعبيه لاعتقاده أن هذا الجانب له أهمية كبيرة في مثل هذه المواجهة بسبب الضغط الكبير الذي سيسود داخل أرضية الميدان والمدرجات.