تم منذ ثلاث سنوات تقريبا تأسيس ثمانية مراكز اتصال جوارية في كل من الجلفة، والبويرة، وتمنراست، وإليزي، وتبسة، وغليزان، والنعامة، وأدرار بهدف إقحام المرأة الماكثة بالبيت في عالم الأنترنت، حتى لا يقال عنها إنها أمية، لأن الأمية في زمننا تشمل كذلك من يجهل طرق استخدام التكنولوجيا الحديثة.. وهي الفكرة التي وقفت عندها ''المساء'' في الجناح الذي خصص للتعريف بالنتائج التي جاءت بها المراكز الجوارية بالمعرض الذي نظم مؤخرا بمقر الاتحاد العام للعمال الجزائريين المتعلق بترقية المرأة الماكثة بالبيت. ويرجع السبب في اختيار هذه الولايات لإنشاء مثل هذه المراكز الجوارية إلى رغبة السلطات المعنية في تسهيل التكوين للسكان الذين يقيمون بالمناطق النائية، من يواجهون صعوبات من حيث المتابعة والتكوين، ولأن هذه المراكز هي عبارة عن فضاءات جوارية، تعتمد على تقنيات الإعلام والاتصال خصوصا الأنترنت، وتقوم على توجه بيداغوجي واجتماعي اقتصادي للإدماج في مسار التطور المحلي، والجهوي، والوطني والدولي، ووجدت هذه المراكز لتسهيل الحصول على المعلومات والتكوين بالنسبة للسكان المتواجدين في وضعيات صعبة (وسط ريفي، وسط شبه حضري، مستوى دراسي متدن) إضافة إلى تقريب الخدمات خصوصا لفئة النساء، والسعي لاستحداث فرص تكوين وعمل جديدة للشباب في الأوساط الريفية، وكذا تسهيل الاندماج الاقتصادي للمرأة الريفية، وتضييق الهوة الرقمية (المعلوماتية) بين المدن والأرياف وتخفيف العزلة عن سكان الريف. وتكمن أهمية هذه المراكز أيضا في اكتساب خبرة مهنية من خلال التكوين. وأيضا توفير وظائف عمل أو مؤسسات مصغرة، وهو الهدف الأسمى للمراكز الجوارية. ومن بين التكوينات القاعدية التي توفرها هذه المراكز الجوارية، حدثتنا الآنسة نسيمة قلالي متخرجة من المركز الجواري المتواجد بإيليزي قائلة ''حقيقة أسهمت هذه المراكز الجوارية في عصرنة المرأة الماكثة بالبيت تحديدا... يظهر هذا من خلال الإقبال الكبير الذي عرفه المركز المتواجد بإيليزي من طرف النسوة الراغبات في اقتحام عالم الأنترنت الذي حول العالم إلى قرية صغيرة - وتضيف - هنالك عدة تكوينات تؤمنها هذه المراكز، منها محو الأمية بتعليم مبادئ الإعلام الآلي والأنترنت، إلى جانب التكوينات العامة كالخياطة والحلاقة والعمل على تعريف الوافدين من كل الشرائح العمرية على آليات المساعدة في استحداث المشاريع الفرية، دون أن ننسى تنظيم وتأطير ندوات وأيام دراسية وملتقيات فكرية أو تاريخية أو تحسيسية، وذلك بالتعاون مع مختلف الأطراف الفاعلة في المجتمع كالحركات الجمعوية''. من ناحية أخرى حدثتنا نسيمة عن العناية الكبيرة التي خصتها هذه المراكز للمرأة الماكثة بالبيت والمرأة الريفية وقالت ''يساهم مركز الاتصال في ترقية المرأة الماكثة بالبيت وكذا المرأة الريفية من خلال مساعدة هذه الشريحة لأجل الرقي بمستواها التعليمي والاندماج في المجتمع، لذا يعتبر مركز الاتصال حلقة وصل بين هذه الشريحة والوسط الخارجي كالمؤسسات الاقتصادية والجمعيات النسوية، ولأن معظم النساء الريفيات والماكثات بالبيوت يمتلكن صنعة ولا يعرفن كيفية تطويرها أو كيفية صرف منتجاتهم نمكنهم من خلال إتقان التعامل بأجهزة الاعلام الآلي من كيفية الاطلاع على صنعة الغير والتواصل معهم، سواء على الصعيد الوطني أو الدولي، وهنا تجدر الإشارة إلى أن الأنترنت تعد أهم وسيلة لصرف المنتوج، وهو ما ينبغي أن تتعلمه وتتقنه المرأة الماكثة بالبيت تحديدا حتى لا تبقى صنعتها حبيسة بيتها.